بوانو لرئيس نواب "الوردة": أنت مفتري وسقطت أخلاقيا

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

30 مايو 2025 - 10:00
الخط :

هاجم عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي، على خلفية ملتمس الرقابة الذي أشعل المواجهة بين المعارضة، في أعقاب تخلي حزب الوردة على مواصلة التنسيق مع باقي مكونات المعارضة.

بووانو اتهم عبد الرحيم شهيد، بـ"الافتراء" و"السقوط الأخلاقي" خلال استضافته في برنامج نقطة إلى السطر على القناة الأولى، مساء الثلاثاء 27 ماي 2025.

واعتبر بووانو أن خرجة شهيد الإعلامية، التي خصصت أكثر من 40 دقيقة للحديث عن ملتمس الرقابة وعلاقة المعارضة ببعضها البعض، كانت "مليئة بالإساءة والكذب والتحريض"، منتقدا القناة الأولى بشدة لما وصفه بـ"التوظيف السياسي للإعلام العمومي" لفائدة حزب سياسي ضد آخر، في ما يشبه "انحرافًا عن قواعد التعددية والمهنية".

تشكيك في حياد القناة الأولى
وفي تصعيد من بوانو، الذي يشغل عضوية الامانة العامة لحزب "المصباح"، لوح بووانو باتخاذ خطوات قانونية ضد القناة الأولى، متهما إياها بأنها "وضعت نفسها في موضع شبهة خرق قوانين الاتصال السمعي البصري"، عبر تحويل برنامج حواري إلى منبر للهجوم على حزب العدالة والتنمية، دون أن يمنح الحزب حق الرد.

وقال بووانو إن حزبه يحتفظ بحقه في اللجوء إلى المساطر القانونية لضمان التوازن الإعلامي، متسائلا عن مدى التزام القناة العمومية بمبادئ الحياد والتعددية السياسية المنصوص عليها في دفاتر التحملات.

"الذئاب" و"السعار"
وانتقد بووانو ما وصفه بـ"اللغة المتشنجة والثورية" التي تحدث بها عبد الرحيم شهيد، متسائلا "ما مبرر استعمال مفردات مثل الذئاب والسعار في حق حزب العدالة والتنمية؟ هل نحن أمام نقاش مؤسساتي أم أمام حقد أيديولوجي مزمن؟"، يقول بووانو.

ووصف رئيس نواب البيجدي هذه اللغة بأنها تعود إلى "منطق الصراع الدموي والعدمي الذي اعتاد عليه شهيد في الجامعة"، محذرا من تدني الخطاب السياسي داخل المؤسسة التشريعية.

من الاتفاق إلى الانقلاب
وعاد بووانو إلى واحدة من أكثر النقاط حساسية في العلاقات داخل المعارضة، حين سرد كرونولوجيا اللقاءات التي جمعت رؤساء فرق المعارضة بشأن ملتمس الرقابة، مشيرا إلى أن الفريق الاشتراكي كان قد التزم خطيا وسياسيا بالمضي في المبادرة، قبل أن "ينقلب عليها فجأة ودون مبررات معقولة".

وأوضح أن لقاء جمعه يوم 4 ماي 2025 مع شهيد ورئيس فريق التقدم والاشتراكية، أكد فيه الأخير التزامه الكامل بالمضي في تقديم المذكرة، بل وشارك في صياغتها الأولية، قبل أن يتراجع لاحقا بطريقة وصفها بووانو بـ"غير المفهومة"، ملمحا إلى ضغوط داخلية أو خارجية قد تكون وراء القرار.

خصومة أم تصفية حسابات؟
بووانو نبه شهيد إلى ضرورة التمييز بين "العداء السياسي" و"الخلاف المبدئي"، مؤكدا أن حزبه لا يخاصم الاتحاد الاشتراكي كحزب، وإنما يرفض ما وصفه بـ"التحريف الذي قاده إدريس لشكر"، والذي "حول الحزب التاريخي إلى شبكة عائلية انتخابية فاقدة للبوصلة".

وأضاف أن "مشكلتنا مع الكاتب الأول للاتحاد، وليس مع الحزب نفسه"، مبرزا أن العدالة والتنمية لا يخشى الاستهداف السياسي لأنه "مطمئن لعلاقته بالدولة وبالشعب"، ويمارس السياسة "إيمانا لا ابتزازا"، حسب تعبيره.

نبرة تهديد واستهجان
وختم بووانو تدوينته بنبرة شديدة اللهجة، معربا عن استغرابه من تخصيص 37 إشارة لحزب العدالة والتنمية في أقل من 53 دقيقة من البرنامج، معتبرا أن "هذا الهوس الإعلامي غير مبرر، ولا يفسره سوى فقدان الإرادة والاستقلالية أمام إدريس لشكر".

ودعا رئيس الفريق الاشتراكي إلى "التحرر من التبعية العمياء"، مشددا على أن "التحريض والحقد لن يفيدا بشيء، بل سيكشفان مزيدا من الاختلالات في خطاب ومعايير الفريق الاشتراكي".

آخر الأخبار