فقدت الساحة الفنية نخبة من روادها الممثلين، الذين خطفوا الأنظار على الخشبة أو عبر الشاشات، غير أنهم عاشوا أواخر أيامهم في عزلة، بين المرض والبطالة بعيدا عن الأضواء التي أنارت طريقهم ذات يوم.
وكانت نعيمة بوحمالة من أبرز الوجوه التي أضحكت الجمهور المغربي في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، حيث وجدت نفسها في سنواتها الأخيرة تصارع المرض بصمت، حيث اضطرت إلى استئجار شقة بسيطة لتوفير مصاريف العلاج، ورغم حضورها المتقطع في بعض المناسبات، كانت تؤكد في خرجاتها الإعلامية أنها تعاني من التهميش.
ومن بين الفنانين الذين اشتكوا التهميش قيد حياتهم، نجد الممثل الراحل الداسوكين، الذي وجد نفسه منسيا من طرف المنتجين والمخرجين رغم أنه كان من أبرز الوجوه التي ساهمت في بناء تجربة فنية كبيرة.
وعانى الفنان عزيز موهوب من تهميش غير مبرر، وهو الذي يعتبر من أبرز رواد المسرح المغربي. طيلة مسيرته، شارك في أعمال فنية ذات طابع ثقافي راقٍ، لكن اسمه غاب عن الخريطة الفنية في آخر سنواته.
ويعتبر العديد من المهتمين بالشأن الفني، أن تكريم الفنان لا يجب أن يكون صدقة بعد الوفاة، بل يجب الاعتراف بإنجازاتهم وبكل ما قدموه للجماهير المغربية قيد حياتهم.