أولمبيك الدشيرة يصنع التاريخ ويصعد لأول مرة إلى قسم الأضواء

في إنجاز رياضي تاريخي، نجح نادي أولمبيك الدشيرة في ضمان الصعود إلى القسم الأول من البطولة الاحترافية المغربية "إنوي"، لأول مرة منذ تأسيسه، وذلك بعد فوزه المستحق على نادي شباب السوالم بثلاثة أهداف دون مقابل، في مباراة إياب السد التي احتضنها الملعب البلدي ببرشيد.
ودخل أولمبيك الدشيرة المواجهة الحاسمة وعينه على تعويض نتيجة الذهاب التي خسرها بهدفين مقابل هدف، حيث قدّم لاعبوه أداءً قوياً ومتماسكًا مكنهم من قلب الطاولة على خصمهم والتوقيع على انتصار حاسم بثلاثية نظيفة.
وسجل أهداف الفريق كل من سفيان الجازولي في الدقيقة 52، وأيوب أنجار الذي وقّع هدفين في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول والدقيقة 85.
وظهر الفريق في أفضل حالاته التقنية والبدنية، حيث تحكم في إيقاع المباراة منذ الدقائق الأولى، ونجح في فرض أسلوب لعبه على خصم بدا متأثراً بالضغط وتفوق الأولمبيك في وسط الميدان.
ورغم إضاعة ركلة جزاء في الدقيقة 62 عن طريق اللاعب إبراهيم حمو، إلا أن الفريق لم يتأثر واستمر في فرض سيطرته حتى صافرة النهاية.
وعقب نهاية اللقاء، عبّر هشام اللويسي، مدرب أولمبيك الدشيرة، عن ارتياحه الكبير بعد تحقيق حلم الصعود، مشيدًا بانضباط لاعبيه ومردودهم القتالي طيلة أطوار المواجهة.
وأوضح اللويسي، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء، أن النجاح تحقق بفضل العمل الجماعي والاستعداد الذهني الجيد، مبرزًا أن الفريق تعامل مع مباراة الإياب بعقلية الفوز منذ البداية.
وأشار المدرب إلى أن الفريق استغل جيدًا الفرص التي أُتيحت له ونجح في إرباك الخصم، مضيفًا أن الثقة التي زرعها الطاقم التقني في اللاعبين كانت مفتاحًا للعودة القوية، خاصة بعد الهزيمة في مباراة الذهاب.
كما أكد أن النادي سجل هذا الموسم 43 هدفًا، وهو ما يعكس القوة الهجومية للفريق وقدرته على المنافسة في أعلى مستوى.
ويُعتبر صعود أولمبيك الدشيرة إلى القسم الأول خطوة فارقة في مسار النادي، الذي ظل لسنوات ينافس في الأقسام الدنيا، قبل أن يُتوّج مجهود سنوات من العمل داخل الإدارة التقنية والإدارية بهذا الإنجاز غير المسبوق.
واعتُبر هذا التتويج بمثابة تتويج أيضًا لسكان مدينة الدشيرة والجهات الداعمة للنادي، والذين واكبوا مسيرة الفريق طيلة الموسم الرياضي.
ويفتح هذا الصعود الباب أمام الفريق للدخول في مرحلة جديدة من التحديات، تقتضي تعزيز التركيبة البشرية، وضمان الجاهزية التقنية والمالية للمنافسة في بطولة القسم الأول، بما يضمن الحفاظ على مكانته بين الكبار والاستمرار في تمثيل مدينته بالشكل الذي يليق بتطلعات جماهيره.
ويمثّل هذا الإنجاز لحظة فارقة في تاريخ النادي، الذي بات اليوم جزءًا من خريطة كرة القدم المغربية في قسمها النخبوي، في انتظار مواصلة المسيرة بمنهجية احترافية تُرسّخ حضوره وتُكرّس موقعه ضمن الأندية الكبرى في المواسم القادمة.