هل تنقذ الاستثمارات قطاع السياحة؟

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

01 يونيو 2025 - 12:00
الخط :

رغم أن المغرب يصنف ضمن أبرز الوجهات السياحية في إفريقيا والعالم العربي، ويزخر بتنوع طبيعي وثقافي نادر، إلا أن قطاع السياحة ظل لعقود يعاني من أعطاب مزمنة، أبرزها ضعف الربط الجوي، ومحدودية العرض السياحي، وهيمنة البعد الموسمي، وضعف الاستثمار في الرأسمال البشري.

هذه التحديات البنيوية لم تكن وليدة اليوم، بل ظلت تتكرر في تقارير المجلس الأعلى للحسابات وفي تقييمات المهنيين والمستثمرين.

خارطة جديدة
ولمواجهة هذا الواقع، تتلمس وزارة السياحة خطة جديدة. وأعلنت في هذا السياق عن إطلاق استراتيجية وطنية، يفترض أن تأتي أكلها بعد سنة ونصف من الآن.
التصور الجديد للوزارة المعنية يرتكز على إعادة تشكيل العرض السياحي انطلاقا من "تجربة الزبون"، وفق ما كشفته الوزيرة فاطمة الزهراء عمور في تفاعلها مع سؤال كتابي للنائب البرلماني إدريس السنتيسي عن الفريق الحركي.

وترتكز الخارطة الجديدة على تسع سلاسل موضوعاتية وخمس سلاسل أفقية، بما يسمح لكل جهة مغربية بصياغة عرض سياحي متجدد يتماشى مع خصوصياتها الطبيعية والثقافية، بعيدا عن النمطية التي لطالما أفرغت السياحة المغربية من تنوعها الحقيقي.

مفاتيح العبور
ومن أبرز العوائق التي أقر بها المهنيون سابقا، ضعف الربط الجوي المباشر مع عدد من الأسواق الدولية.
ولأجل ذلك، تحاول الوزارة تجاوز هذا المشكل من خلال إبرام شراكات مع شركات الطيران ومنظمي الرحلات ووكالات الأسفار الرقمية، لتوسيع الشبكة الجوية وتعزيز الولوج إلى الوجهات المغربية.

وراهنت الوزارة على حملة دولية تحت شعار "المغرب، أرض الأنوار"، إلى جانب مضاعفة بث الفيديوهات الترويجية وفتح قنوات مع مؤثرين رقميين، بهدف تسويق صورة جديدة للمغرب تتجاوز الكليشيهات المعتادة.

إيواء قديم
ويشكو القطاع أيضا من تراجع جودة خدمات الإيواء، وعدم تجديد البنيات التحتية، ناهيك عن أسعار خيالية تدفع السياحة الداخلية بالخصوص إلى الهروب ن هذه العروض السياحية.
وفي هذا السياق، أطلقت الوزارة برنامج "CAP Hospitality" الذي يستهدف تجديد 25 ألف غرفة فندقية، إلى جانب برنامج "GO سياحة" الذي يروم خلق 1700 مقاولة جديدة بحلول 2026، وهو رقم طموح بالنظر إلى الوضع الحالي للمقاولة السياحية الصغيرة والمتوسطة.

الحلقة الأضعف؟
وظل التكوين المهني دوما نقطة ضعف في القطاع، ما دفع الوزارة إلى برمجة سلسلة من التكوينات تحت مسميات متعددة، من بينها "كاب للتميز" و"التكوين المستمر المتميز"، إلا أن التحدي الحقيقي يظل في القدرة على ترجمة هذه البرامج إلى نتائج ميدانية، خاصة في المدن والقرى التي تعرف إقبالا متزايدا على السياحة البيئية والثقافية.

سياحة الداخل..
ورغم الجهد الذي بذل في السنوات الماضية، لا تزال السياحة الداخلية تعاني من ضعف العرض وتكلفة الخدمات، وهو ما دفع خارطة الطريق الجديدة إلى تخصيص محور خاص لها، من خلال سلاسل موضوعاتية تركز على السياحة الشاطئية والطبيعية، لإتاحة الفرصة للمغاربة لاكتشاف بلدهم بعيدا عن الموسم والعطلة.

أرقام مشجعة.. فهل تصمد أمام الزمن؟
وأكدت وزيرة السياحة أن ملامح هذه الخطة بدأت تعطي ثمارها، إذ سجل المغرب خلال سنة 2024 أرقاما غير مسبوقة في عدد السياح، واستمر هذا المنحى الإيجابي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2025، بنسبة نمو بلغت 22% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

آخر الأخبار