بعد سنوات من التهميش.. عمدة الدار البيضاء تتجه لتغيير وجه سوق درب غلف

الكاتب : انس شريد

03 يونيو 2025 - 10:30
الخط :

بعد سنوات من الانتظار ومطالب التجار المستمرة، تستعد جماعة الدار البيضاء لإطلاق مشروع ضخم يعيد الحياة إلى واحد من أكبر الأسواق التجارية وأكثرها شهرة في العاصمة الاقتصادية: سوق درب غلف.

هذا السوق العريق، الذي يضم مئات المحلات التجارية المتخصصة في بيع الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، لطالما شكل وجهة أساسية للمواطنين والتجار من داخل المدينة وخارجها، لكنه ظل يواجه تحديات متراكمة من مظاهر العشوائية وسوء البنية التحتية.

في خطوة تؤكد التوجه التنموي الطموح للمغرب، جاء الإعلان عن مشروع إعادة تأهيل سوق درب غلف ليشكل جزءًا من استعدادات المملكة لتنظيم كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال. وهي مناسبة كبرى تسعى من خلالها البلاد إلى إبراز صورة حديثة ومتطورة، تُظهر قدرة المملكة على الجمع بين التراث العريق والحداثة المنشودة.

وفي حوار إذاعي ضمن برنامج “بوليميك”، كشفت نبيلة ارميلي، عمدة الدار البيضاء، عن الخطوط العريضة لمشروع إعادة تهيئة سوق درب غلف.

وأوضحت أن السوق، المقام حاليًا فوق أرض مملوكة للخواص وليست في ملكية الجماعة، يخضع لتصميم تهيئة جديد سيعيد رسم ملامحه.

وأشارت العمدة إلى أن المجلس الجماعي للدار البيضاء يعمل بجدية على حيازة ملكية العقار الذي يحتضن السوق، بهدف ضمان استدامته وتثمينه مستقبلاً، مع المحافظة على هويته التاريخية دون الإبقاء على نفس المظاهر القائمة اليوم.

وتطمح جماعة الدار البيضاء، عبر هذا المشروع، إلى تحويل سوق درب غلف إلى فضاء اقتصادي وخدماتي عصري يليق بمكانة المدينة وتطلعاتها المستقبلية.

وتشمل الرؤية الجديدة تزويد السوق بمرافق وتجهيزات حديثة، تتيح للتجار والزبائن الاستفادة من خدمات راقية تتناسب مع حاجيات السوق المتزايدة، في ظل تزايد الإقبال على منتجاته.

من جانبهم، لطالما ناشد تجار السوق السلطات المحلية التدخل العاجل لوضع حد للوضعية الهشة التي يعيشونها. ويعاني التجار من انعدام الإنارة والماء في محلاتهم، ما يدفعهم إلى الاعتماد على حلول مؤقتة مثل محولات كهربائية غير آمنة، وهو ما يشكل تهديدًا دائمًا على سلامتهم وسلامة زبائنهم.

هذه الظروف الصعبة دفعت بأصوات المهنيين إلى المطالبة بمشروع متكامل يعيد الاعتبار لهذا السوق الذي يعتبر القلب النابض للتجارة الإلكترونية في الدار البيضاء.

ويُرتقب أن يحدث هذا المشروع تحوّلًا حاسمًا في سوق درب غلف، لا يقتصر فقط على تأهيل البنية التحتية، بل يتجاوز ذلك إلى ترسيخ مكانة السوق كقطب اقتصادي حيوي يساهم في خلق مناصب شغل وتحريك عجلة التجارة المحلية.

في وقت تزداد فيه الحاجة إلى فضاءات تجارية عصرية، تراعي متطلبات المنافسة وتلبي احتياجات التجار والمستهلكين على حد سواء.

وبينما ينتظر الجميع الكشف عن التصميم النهائي لمشروع تهيئة سوق درب غلف، تبقى الآمال معلقة على أن تشكل هذه المبادرة نموذجًا حضريًا ناجحًا، يعكس التوازن بين الذاكرة التاريخية للمدينة وطموحاتها التنموية، ويرسخ صورة الدار البيضاء كمدينة حديثة نابضة بالحياة قادرة على مواكبة رهانات المستقبل.

آخر الأخبار