غانا تصفع البوليساريو وتدعم الحكم الذاتي

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

06 يونيو 2025 - 02:00
الخط :

تواصل مواقف الدول الافريقي المنحازة لمغربية الصحراء في تعميق إخفاقات ديبلوماسية العسكر الجزائري الذي يسعى بكل الحيل والمكائد من أجل خلق اضطراب في المواقف الدولية وتأجيل ضم الصحراء بالكامل إلى التراب المغربي.
نزيف الاعترافات والمواقف الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، يعمق الحصار الدبلوماسي الذي باتت تعيشه جبهة "البوليساريو" الانفصالية، ويضع الدبلوماسية الجزائرية في موقف دفاعي داخل القارة الإفريقية.
آخر هذه الصفعات السياسية، جاءت من قلب غرب إفريقيا، حيث أكدت جمهورية غانا، وهي واحدة من القوى الصاعدة بالقارة، دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي، معتبرة إياها الحل الواقعي والدائم الوحيد لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

البيان المشترك الذي صدر عقب اجتماع بين وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ونظيره الغاني صامويل أوكودزيتو أبلاكوا، لم يكتف بدعم المبادرة المغربية، بل اعتبر الأمم المتحدة الإطار الحصري لتسوية النزاع، في تجاهل واضح لأي طروحات انفصالية أو محاولات إقليمية للالتفاف على الشرعية الدولية.

تفكك محور البوليساريو
وتأتي هذه التطورات لتسلط الضوء على التقهقر المتواصل للدبلوماسية الجزائرية، التي وجدت نفسها معزولة في دفاعها عن كيان وهمي فقد بوصلته.
وبعد قرارات عدد من الدول الإفريقية بفتح قنصلياتها في مدن الصحراء المغربية (العيون والداخلة)، وتوالي سحب الاعترافات بـ"الجمهورية الصحراوية"، يتأكد اليوم أن مشروع "البوليساريو" بات يفتقد لأي سند إفريقي وازن.

وفي هذا السياق، تشكل مواقف غانا وغيرها من الدول الإفريقية دعامة إضافية للدينامية التي يقودها الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تعزيز الاندماج الإفريقي من بوابة التعاون الاقتصادي والأمني، لا من باب الانفصال والتفرقة كما تسعى إليه أطروحات البوليساريو المدعومة من الجزائر.

غانا تنضم إلى الركب
ولم يكن الموقف الغاني معزولا، بل يأتي ضمن سلسلة مواقف مشابهة أعلنت عنها في الشهور الأخيرة دول مثل الكوت ديفوار، والسنغال، والغابون، والرأس الأخضر، وبوروندي، ومالاوي، وكينيا، وغيرها من الدول التي باتت تنظر إلى المغرب كشريك محوري في استقرار وتنمية القارة، وليس كطرف في نزاع عقيم.

وقد أشاد وزير الخارجية الغاني، خلال لقائه ببوريطة، بـ"الريادة المغربية" في دعم السلام والاستقرار في إفريقيا، وبمبادرة المغرب لتمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، في خطوة وصفت بأنها ضربة موجعة لمحاولات الجزائر خنق جيرانها جنوب الصحراء وفرض الهيمنة عبر المنافذ البحرية.

المنتظم الدولي يحرج الجزائر
وتزامن الموقف الغاني مع ارتفاع الأصوات داخل الأمم المتحدة وخارجها بضرورة البحث عن حلول واقعية للنزاع في الصحراء، وهو ما يتجسد في دعم متزايد لمبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها مقترحا جادا ومتقدما، يحظى بتأييد قوى دولية كبرى مثل الولايات المتحدة، فرنسا، وألمانيا.

وفي المقابل، تكتفي الجزائر بمحاولات دفاعية، سواء عبر الإنفاق المكثف على الترويج للبوليساريو داخل بعض الهيئات، أو بمحاولة التشويش على كل مبادرة مغربية ذات بعد تنموي في القارة، ما جعل الكثير من المحللين يرون أن الجزائر فقدت زمام المبادرة وأصبحت تسير خلف الأحداث.

آخر الأخبار