حقول الفراولة في "ويلبا".. عندما تعاني نساء مغربيات من "السخرة" والخذلان

هشام رماح
انفضحت ظروف السخرة التي تعانيها نساء مغربيات تجري الاستعانة بهن موسميا لقطف الفراولة في حقول "ويلبا" الإسبانية، إذ يجري استغلالهن دون وثائق قانونية ودون تمكينهن من أجورهن، كما تنص مضامين برنامج تعتمده وزارة "الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة" في الجارة الشمالية.
وإذ ينتج إقليم "ويلبا" 97% من توت إسبانيا، الذي يُصدّر بشكل رئيسي إلى أوروبا، فإن كبار مزارعيه يعتمدون أساسا على فلاحات مغربيات، لجني محاصيلهم، لكن ترحيل واحدة منهن بعد تشخيص إصابتها بسرطان عنق الرحم، وعدم السماح لها بمتابعة العلاج في الجارة الشمالية، تسبب في احتدام الجدل، من جديد، بشأن الإجحاف الذي تعانيه الفلاحات المغربيات هناك.
ونقلت صحيفة "Publico" تفاصيل ما تعيشه النساء المغربيات في الضيعات الإسبانية، مشيرة إلى ترحيل "زهرة. ب"، وهي أم لستة أطفال، والعاملة التي سبق واشتغلت لسبعة مواسم فلاحية في حقول الفراولة، 47 سنة، نحو المغرب، بمجرد تشخيص إصابتها بسرطان عنق الرحم.
فضلا عن ذلك تعيش الفلاحات المغربيات في واقع مشوب بالخذلان وعدم العناية، مثلما أكدت الصحيفة، محيلة على أن من بينهن سيدة حبلى في شهرها الخامس وهن جميعا يشتغلن دون أي وثائق قانونية، في مخالفة صريحة لبرنامج "GECCO" الذي بموجبه يتم استقدام النساء المغربيات للعمل في موسم جني الفراولة.
وكشفت "Publico" أن جرى جلب حوالي 40000 شخص للعمل بشكل موسمي في إسبانيا بين عامي 2023 و2024، على أن هذا العام تم استقدام 17 ألف سيدة مغربية من بينهن 4000 امرأة اشتغلت لأول في جني الفراولة في ضيعات تغطي مساحة تصل إلى 11 و700 هكتار، وتنتج حوالي 350000 طن..