أعلنت عمالة الرباط عن إطلاق طلب عروض مفتوح دولي بقيمة تقدر بـ 72 مليون و709 ألف و656 درهم، بهدف اقتناء برمجيات لإنشاء منصة المدينة الذكية للمدينة.
ويتوقع أن يحدث هذا المشروع نقلة نوعية في كيفية إدارة الخدمات الحضرية وتعزيز تجربة المواطنين، ما لم يحصل تقصيرا في تدبير الملف.
ويشمل المشروع، وفقا للوثائق الرسمية، تجهيز البنايات الإدارية التي تستضيف مركز المراقبة PCC التابع لعمالة الرباط بمعدات معلوماتية وبرمجيات متقدمة، بالإضافة إلى بناء بنية تحتية قوية ومركز بيانات متطور، ليشكل بذلك أساسا متينا لمنصة متكاملة.
وتفتتح الأظرفة المتعلقة بالعروض يوم 18 يوليوز 2025 بمكاتب ولاية جهة الرباط-سلا-القنيطرة، في خطوة ستسمح باختيار المقاول القادر على تنفيذ المشروع الذي يعتمد على أحدث تقنيات العصر الرقمي.
المنصة التي ستنشأ، تستهدف استثمار تقنيات متطورة مثل إنترنت الأشياء (IoT)، البيانات الضخمة (Big Data)، الذكاء الاصطناعي (AI)، ونظم المعلومات الجغرافية (GIS)، لتوفير حلول ذكية لإدارة المدينة.
شروط الصفقة تشدد على أن تكون البرمجيات منتجا معياريا جاهزا (COTS) قابلا للتطوير والتوسع، مع مراعاة المعايير الصناعية الخاصة بقابلية التشغيل والتكامل بين الأنظمة.
وتشمل الوظائف الأساسية للمنصة تجميع البيانات من شبكات المستشعرات والأنظمة الفرعية، مع معالجتها وتحليلها، لتتيح اتخاذ قرارات فعالة في مجالات متعددة مثل إدارة المرور، وجمع النفايات، وأنظمة الإنارة، والري، والمراقبة الأمنية بالكاميرات.
من خلال هذه المنصة، ستتمكن عمالة الرباط من تحسين التنسيق بين مختلف الإدارات، وترشيد الموارد، وإرساء مركز قيادة وتحكم متكامل (PCCI) يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتدفق البيانات لتعزيز الأداء والفاعلية.
ويضم المشروع مكونات تقنية متقدمة مثل التوأم الرقمي (Digital Twin)، الذي يتيح رؤية لحظية وتفاعلية لمناطق مختارة من المدينة عبر واجهة موحدة، بالإضافة إلى ميزات أمنية متطورة تضمن حماية البيانات والأنظمة.
وتتوزع المنصة على خمس منصات فرعية رئيسية، هي إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والموظفين، وتجربة المواطن، وتجربة الشركاء، كل منها موجه لخدمة جانب محدد من خدمات المدينة الذكية، بحيث تسلم المنصات في حزمة برمجيات موحدة تعمل كنظام مركزي متكامل.
وفق الوثائق، المقاول الذي سيكلف بالمشروع مطالب بتوفير فريق هندسي متخصص من شركة مالكة للعلامة التجارية للمنصة، لضمان الجودة والالتزام بالمواصفات الفنية.
وتسعى مدينة الرباط، من خلال هذه المنصة، إلى دمج خدمات حيوية عدة تشمل إدارة المرور، وجمع النفايات، والإضاءة العمومية، والري، والمراقبة، ومواقف السيارات، وشحن السيارات الكهربائية، في منصة واحدة تسهل على صناع القرار مراقبة العمليات المدنية بشكل لحظي وشامل.
كما توفر المنصة تطبيقات مخصصة لإدارة الكوادر الميدانية وتحسين تعاملها مع الحوادث، مع تحسين توزيع الموارد وتعزيز التفاعل بين المواطنين والجهات المختصة عبر تطبيق موحد مدعوم بمساعد افتراضي (Chatbot).
ويأتي هذا المشروع في سياق تعزيز الأمن العام بدمج أنظمة المراقبة وتوسيعها لتحقيق استجابة أسرع للحوادث، مع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحليل البيانات وتوقع السيناريوهات المستقبلية، ما يعزز قدرة المدينة على التعامل مع التحديات الحضرية بكفاءة عالية.
