الوداد يبدأ رحلة تحقيق رهان عالمي وفرصة لتجاوز الأزمات

الكاتب : الجريدة24

10 يونيو 2025 - 05:00
الخط :

 

انطلقت رحلة بعثة نادي الوداد الرياضي لكرة القدم، اليوم الثلاثاء، صوب مدينة فيلادلفيا الأمريكية، إيذانا بانطلاق مغامرة مهمة في تاريخ النادي، وذلك للمشاركة في النسخة الأولى الموسعة من كأس العالم للأندية، المقرر تنظيمها في الولايات المتحدة الأمريكية ما بين 14 يونيو و13 يوليوز المقبل، بمشاركة 32 ناديا من نخبة الكرة العالمية.

ووقع بطل إفريقيا لموسم 2021-2022 في مجموعة نارية إلى جانب مانشستر سيتي الإنجليزي، ويوفنتوس الإيطالي، والعين الإماراتي، ما يجعل من مشاركته اختبارا قاسيا لكنه أيضا فرصة استثنائية لإثبات الذات وتلميع صورة النادي والكرة المغربية عالميا.

طموحات جديدة
وتعد هذه المشاركة هي الثالثة في تاريخ الوداد في كأس العالم للأندية، بعد نسختي 2017 و2022، حيث خرج الفريق من الدور الأول في المرتين السابقتين، دون أن يحقق أي فوز.

هذه المرة، تبدو التطلعات مختلفة، فـ"كتيبة" محمد أمين بنهاشم تدخل المنافسة بعين على تجاوز دور المجموعات، وعين أخرى على حصد مكاسب رياضية وتسويقية قد تغير من ملامح النادي مستقبلا.

وسيفتتح الوداد مشواره العالمي بمواجهة صعبة أمام بطل أوروبا، مانشستر سيتي، يوم 18 يونيو الجاري بفيلادلفيا، قبل أن يصطدم بيوفنتوس في اللقاء الثاني، ويختتم دور المجموعات بمواجهة العين في العاصمة واشنطن.

 أزمة تعاقدات 
غير أن التحضيرات لم تمر دون ضجيج. فقد تعالت أصوات الغضب في صفوف جماهير الوداد، التي عبرت عن خيبة أملها من سياسة الانتدابات التي نهجها رئيس النادي هشام آيت منا، حيث وصفت التعاقدات الأخيرة بـ"المرقعة" و"غير المقنعة"، خصوصا بعد الأداء الباهت في المباراتين الوديتين أمام بورتو البرتغالي وإشبيلية الإسباني.

وفي محاولة لامتصاص الغضب، أعلن المدرب بنهاشم عن تعاقدات مؤقتة مع أربعة لاعبين جدد على سبيل الإعارة، ينتمون إلى مدارس كروية مختلفة، وهم من البرازيل وبوليفيا، ولاعب مغربي يمارس في فرنسا، وآخر من السنغال، مع بند يتيح تحويل الإعارة إلى انتقال دائم في حال النجاح.

وكان "الفيفا" قد سمح بفتح استثنائي لفترة الانتقالات بين 1 و10 يونيو، ما أتاح للوداد ضم لاعبين بارزين من بينهم ستيفان عزيز كي ونور الدين أمرابط وبارت مايرز وحمزة الهنوري، إلى جانب عودة حمزة الواسطي.

المكافآت بالملايين
وعلى الجانب المالي، استفاد الوداد من الشطر الأول من منحة الفيفا، الذي ضخ في خزينة النادي بقيمة تناهز ملياري سنتيم، كجزء من مكافآت المشاركة. ومن المتوقع أن يرتفع المبلغ بناء على نتائج الفريق، إذ سيمنح كل ناد مليوني دولار عن كل فوز، ومليون دولار عن كل تعادل، إضافة إلى 7.5 ملايين دولار مقابل التأهل إلى الدور التالي.

وتبلغ القيمة السوقية للفريق حاليا نحو 17.31 مليون يورو، وهي الأضعف ضمن المجموعة، مقارنة بـ154.33 مليون للهلال السعودي، و49.65 مليون للأهلي المصري، و44.54 مليون للعين الإماراتي، ما يعكس حجم الفوارق، ويزيد من أهمية استثمار هذه المشاركة في تسويق صورة الفريق وتطوير بنيته التنافسية.

تسوية النزاعات... 
وقبل انطلاق البطولة، تمكن الوداد من تسوية كافة نزاعاته المالية العالقة لدى الفيفا ومحكمة التحكيم الرياضي، وهي خطوة اعتبرت ضرورية لدخول المونديال بأقل قدر من الضغوط، بعد موسم عرف توترا ماليا كبيرا، حرم النادي من التعاقدات الصيفية والشتوية.

 فرصة تاريخية
ورغم الصعوبات الفنية والميدانية، تبقى مشاركة الوداد في هذا المحفل الدولي بمثابة فرصة ذهبية لفرض نفسه على خريطة الكرة العالمية، ولتحقيق قفزة نوعية سواء على مستوى المردود الرياضي أو الجاذبية التسويقية والاستثمارية.

ولم يعد الرهان فقط على تجاوز دور المجموعات، بل على استغلال الأضواء العالمية لإعادة بناء الفريق، وإطلاق مشروع تنافسي أكثر نضجا، يعيد للأذهان أمجاد النادي العريق الذي لطالما حمل لواء الكرة المغربية والإفريقية في أعرق المحافل.

 

 

آخر الأخبار