مركز أمريكي: المغرب صمام ضد الإرهاب و"بوليساريو" تستحق العقاب

هشام رماح
"المملكة المغربية وحدها من تقف حائلا دون تحول منطقة الصحراء إلى بؤرة للحركات الإرهابية التي تستهدف زعزعة الاستقرار وتهديد الجميع"، هذا ما جاء في تقرير تحليلي نشره المركز الأمريكي الدراسات "The National Interest".
المغرب جدار مانع للإرهاب برعاية الجزائر وإيران
أكد المقال التحليلي، المنجز من قبل مركز "المصلحة الوطنية"، على أنه ودون الدور الذي يقوم به المغرب وقواته المسلحة الملكية، في مواجهة "بوليساريو"، لتحولت الصحراء إلى مصدر آخر لانعدام الأمن الإقليمي، بالنظر على التوجه الإرهابي الذي تنتهجه الجبهة الانفصالية.
وأفاد تقرير مركز الدراسات الكائن مقره بالعاصمة الأمريكية "واشنطن" والذي جاء تحت عنوان "لماذا تهدد جبهة "بوليساريو" المغرب والمنطقة؟"، بأنه ومهما كانت مواقف الدول من قضية مغربية الصحراء، فإن الأكيد أن المملكة المغربية هي من تحول وحدها دون تحول المنطقة إلى مرتع للإرهابيين.
ولفت التقرير المنجز من قبل "أحمد شعراوي"، وهو محلل أبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ومتخصص في شؤون الشرق الأوسط وإيران، إلى أن الاعتراف بمغربية الصحراء شهد زخما مهما بعدما اعترفت المملكة المتحدة بسيادة المملكة على صحرائها لتلتحق بالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وقوى عالمية أخرى.
وأضاف التقرير بأن "حتى سوريا التي لطالما ساندت "بوليساريو" في عهد الرئيس الهارب "بشار الأسد" ووالده الهالك "حافظ الأسد"، سئمت من الجبهة الانفصالية، وطردتها من البلاد مؤخرا، كما أن الحكومة السورية بقيادة الرئيس الجديد "احمد الشرع" تدعم بشكل واضح مغربية الصحراء.
"بوليساريو" والتحالف مع الإرهابيين
سلط التقرير التحليلي الضوء على أنه لم يعد لـ"بوليساريو" التي تعتنق توجها إرهابيا، من داعمين لها غير الجزائر وإيران، مؤكدا على أنه وفي ظل داعمين مثل هاتين الدولتين، من الأجدر الحيلولة دون تغول "بوليساريو" لأن من شأن ذلك التأسيس لبؤرة جديدة للإرهاب وعدم الاستقرار الأمني في المنطقة ككل.
وعرج التقرير الأمريكي على التحقيق الذي سبق وأنجزته صحيفة "The Welt" الألمانية، والذي كشف وجود علاقات مباشرة بين إيران وذراعها الشيعي "حزب الله" و"بوليساريو" تحت رعاية جزائرية، وكيف أنهم جميعا اتفقوا على مهاجمة المغرب وضرب مصالح دول أجنبية فوق ترابه.
وأورد التقرير أن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، كان اتهم إيران بـ"تسليح "بوليساريو" والجماعات المتطرفة والكيانات الانفصالية في المنطقة العربية، عبر تزويدها بطائرات مسيرة، سعيًا منها إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة"، وهو أمر تأكد في عام 2022، حينما أقر مسؤول في الجبهة الانفصالية بأن إيران ستزودها بطائرات مسيرة انتحارية.
واستنادا إلى تقرير المركز الأمريكي الدراسات "The National Interest"، فإن المخيمات التي تسيطر عليها "بوليساريو" فوق التراب الجزائري، أصبحت مرتعا للإرهابيين ونقطة التقاء للجماعات الجهادية التي تنشط في منطقة الساحل.
ووثق التقرير للعلاقات القوية بين "بوليساريو" والجماعات الإرهابية عبر التذكير بأن المدعو "عدنان أبو الوليد الصحراوي"، والذي ينتمي إلى "بوليساريو"، هو من قاد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في منطقة الساحل قبل أن ترديه القوات الفرنسية في مالي قتيلا في العام 2021.
أيضا، وفي 2008، انبثقت الخلية الإرهابية المعروفة تحت اسم "فتح الأندلس" من مخيمات تندوف، وتلتها جماعة "الخلافة " عام 2009، التي بايعت الفرع الساحلي لتنظيم الدولة الإسلامية، كما أن تقريرا استخباراتيا ألمانيا كشف أن تنظيمي داعش والقاعدة ينشطان بحرية في مخيمات تندوف ومنطقة الساحل والصحراء.
دعوة لنهاية التسامح مع "بوليساريو"
أكد المركز الأمريكي الدراسات "The National Interest"، على أن منتقدي مغربية الصحراء، واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بذلك، يقدمون حجة ضرورة إجراء استفتاء لفض النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، لكنها حجة عفا عنها الزمن وتتعارض مع مصالح بلاد "العم سام".
وكشف التقرير بأن الكثير من الحقائق تغيرت على أرض الواقع، إذ أن "بوليساريو" لم تعد مجرد حركة انفصالية، بل هي الآن مصدر قلق وقد تحالفت مع خصوم الولايات المتحدة الأمريكية، وقررت نهجا إرهابيا عبر وضع اليد في إيران والحركات الإرهابية، ومن شأن تغير الموقف الأمريكي أن يقوض مساعي حليف إقليمي رئيسي متمثل في المملكة المغربية.
وحسب التقرير فإن الدور المغربي في ضمان استقرار المنطقة والحيلولة دون استشراء الإرهاب يظل محوريا وحاسما، داعيا إلى معاقبة "بوليساريو" التي ظلت في منأى عن أي عقوبات تزجرها، وهو أمر يلزم أن يطوى نهائيا، لأجل أمن واستقرار المنطقة ككل.