موكوينا يفضح إدارة الوداد: دفعت رواتب اللاعبين من مالي الخاص

الكاتب : انس شريد

11 يونيو 2025 - 11:50
الخط :

فجر المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا مفاجآت مدوية بشأن تجربته القصيرة والمثيرة للجدل مع نادي الوداد الرياضي، كاشفًا عن معاناة شخصية ومهنية عاشها خلال فترة لم تتجاوز عشرة أشهر على رأس الجهاز الفني للفريق الأحمر.

وفي تصريحات لبرنامج "Marawa Sports Worldwide"، وصف موكوينا المرحلة التي قضاها داخل أسوار الفريق البيضاوي بأنها كانت حافلة بالتحديات، مشيرًا إلى أنه اضطر في أكثر من مناسبة إلى تحمل نفقات أساسية من ماله الخاص في ظل ما وصفه بغياب الدعم الإداري والمؤسساتي.

وقال المدرب السابق للوداد، بنبرة جمعت بين خيبة الأمل والاستياء، إنه دفع من جيبه الخاص رواتب بعض اللاعبين وأفراد من الطاقم التقني، إلى جانب تكفله بشراء معدات تدريبية ضرورية لضمان سير العمل داخل الفريق.

وأكد المدرب الجنوب إفريقي أنه خاطب رئيس النادي في إحدى المرات قائلاً: "لا يمكنني الاستمرار في الاستثمار بهذا الشكل الشخصي، وأنا من يُجاهد لجلب لاعبين شبه مجاناً، ثم أُواجه بالتشكيك في نواياي وولائي للنادي".

وأضاف موكوينا أن الأجواء لم تكن مريحة للعمل، مشيرًا إلى أن بعض الجهات داخل الفريق لم تكن ترغب في استمرار مدرب أجنبي، وكانت تميل إلى فكرة تعيين مدرب محلي لأسباب ترتبط بالهوية الثقافية واللغوية، وهو ما صعّب عليه مهمة التواصل والتقارب مع المحيط الداخلي للنادي.

وأوضح المدرب أنه واجه مقاومة صامتة من بعض الأطراف داخل الطاقم الإداري واللاعبين، وأن غياب روح الانسجام والتضامن انعكس بشكل مباشر على أداء الفريق ونتائجه.

واختتم موكوينا تصريحاته بالتأكيد على أن قرار الرحيل عن الوداد كان اقتراحًا شخصيًا منه، بعد أن شعر بأن العلاقة وصلت إلى طريق مسدود، ولا يمكن أن تستمر في ظل الأجواء المحيطة، مشيرًا إلى أن نهاية التجربة لم تكن مجرد فشل فني، بل انعكاس لخلل بنيوي أكبر تعاني منه منظومة التسيير داخل النادي.

ورحل موكوينا عن الفريق الأحمر مع نهاية الموسم، بعد إخفاقه في تحقيق المركز الثاني في جدول ترتيب البطولة الوطنية، وهو المركز الذي كان سيضمن للوداد مقعدًا في دوري أبطال إفريقيا، كما فشل في تحقيق أي لقب محلي أو قاري خلال فترته.

وفي خضم هذه المستجدات، يستعد الوداد الرياضي لخوض منافسات كأس العالم للأندية المقرر تنظيمها بالولايات المتحدة الأمريكية ما بين 15 يونيو و13 يوليوز 2025، حيث وضعته القرعة في مجموعة نارية إلى جانب مانشستر سيتي الإنجليزي، ويوفنتوس الإيطالي، والعين الإماراتي.

وتُعد هذه المجموعة من بين الأصعب في البطولة، الأمر الذي يضع الفريق أمام اختبار حقيقي يتطلب تركيزاً عالياً وجهوداً مضاعفة من أجل تحقيق نتائج إيجابية وإثبات الذات على الساحة العالمية.

ويأمل أنصار النادي، إلى جانب مكونات الفريق التقنية والإدارية، في أن تكون هذه المشاركة فرصة مواتية لإبراز تطور كرة القدم المغربية، خاصة بعد الإنجازات الأخيرة التي حققتها المنتخبات الوطنية والأندية المغربية في مختلف المنافسات القارية والدولية.

كما يتطلع الجمهور إلى أداء يليق باسم الوداد وتاريخه العريق، ويعكس حجم العمل المبذول داخل أسوار النادي، سواء على مستوى الإعداد الفني أو التنظيمي.

وتُعد كأس العالم للأندية 2025 محطة مفصلية في مسار الفريق، إذ يمكن أن تشكل انطلاقة جديدة نحو تعزيز الحضور الدولي، شريطة الاستثمار الجيد في الكفاءات التقنية، والتسويق الاحترافي، وبناء رؤية استراتيجية تضع النادي ضمن خارطة الأندية الأكثر تنافسية في العالم.

ومع اقتراب صافرة البداية، تبقى آمال الجماهير معلقة على قدرة الفريق في مقارعة كبار القارة والعالم، وصناعة مجد جديد للكرة المغربية في المحافل الدولية.

آخر الأخبار