بين دعم الجامعة وصمت مسؤولي البيضاء.. استياء داخل الوداد قبيل انطلاق "الموندياليتو"

الكاتب : انس شريد

13 يونيو 2025 - 06:30
الخط :

يسود توتر كبير داخل أروقة نادي الوداد الرياضي في أعقاب ما وُصف بـ"الغياب التام للدعم" من طرف الجهات المسؤولة على مدينة الدار البيضاء، وذلك قبل سفر الفريق إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في نهائيات كأس العالم للأندية.

وقد عبّرت مكونات ودادية، من جمهور وفعاليات محسوبة على النادي، عن استيائها من ما اعتبرته "تجاهلًا غير مبرر" من قبل مسؤولي المدينة، وعلى رأسهم مجلس مدينة الدار البيضاء برئاسة العمدة نبيلة الرميلي، وولاية جهة الدار البيضاء-سطات، معتبرين أن الصمت الرسمي في هذا الظرف يعكس عدم إدراك لأهمية هذا التمثيل الرياضي الكبير الذي يخوضه نادٍ يعتبر من أبرز رموز كرة القدم الوطنية.

 

وانتقد أنصار الفريق عدم قيام أي جهة رسمية بمبادرة رمزية أو فعلية لدعم الفريق الأحمر، سواء من خلال توفير غطاء سياسي معنوي، أو تخصيص دعم مالي يساعد على تحسين الظروف اللوجستية لمهمة النادي في هذا المحفل العالمي.

 

ودخل الفريق الأحمر في معسكر تحضيري بالولايات المتحدة الأمريكية قبل بدء المنافسات الرسمية، بعد أن أوقعته قرعة البطولة في مجموعة نارية تضم كلاً من مانشستر سيتي الإنجليزي، ويوفنتوس الإيطالي، والعين الإماراتي.

 

وهي مجموعة تمثل اختبارًا حقيقيًا للوداد الذي يسعى لتجاوز إخفاقاته السابقة في مشاركتيه السابقتين، وتحقيق أول فوز في تاريخه بهذه البطولة العالمية.

 

في خضم هذا السياق المشحون، خرج محمد طلال، الناطق الرسمي باسم نادي الوداد، بتدوينة على حسابه الرسمي على موقع "فيسبوك"، عبّر فيها عن خيبة أمله العميقة مما وصفه بـ"تجاهل المنتخبين والسلطات المحلية لممثل الكرة الوطنية".

وأوضح طلال أن المدينة التي انتخبت مسؤوليها لتكون سندًا لمكوناتها، لم تبادر حتى بزيارة رمزية أو دعم معنوي لفريق يمثلها على الساحة الدولية.

وقال في تدوينته: "المدينة كبيرة والدّعم عار"، مشيرًا إلى أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وحدها قامت بما يجب، من خلال فتح مركز محمد السادس لكرة القدم في المعمورة أمام الفريق بكافة تجهيزاته ومرافقة رئيس الجامعة فوزي لقجع للفريق بتوجيهه رسالة دعم واضحة للمدرب واللاعبين.

ولم يتردد طلال في توجيه انتقادات لاذعة للمنتخبين، معتبرًا أن من انتخبهم الشارع "خذلوا الفريق"، واستخدم في ذلك لهجة رمزية حادة، إذ قال: "العار على من انتخبناهم لتمثيلنا، نوابنا ومن يدور في ذاك الفلك، كل من وكلناه وأشّرنا على صورته قبل ثلاث سنوات".

مضيفًا أن هؤلاء تجاهلوا حدثًا يمثل فيه الفريق ليس فقط مدينة الدار البيضاء، بل كرة القدم المغربية ككل، في واحدة من أكبر التظاهرات العالمية.

من جهته، حرص محمد مقروف، الناطق الرسمي باسم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على التأكيد بأن الجهاز الوصي على الكرة الوطنية لم يتخلَّ عن الفريق، بل حرص على دعمه بكافة الإمكانيات المتاحة.

موضحا في تصريح إذاعي أن الجامعة، وبتوجيه مباشر من رئيسها فوزي لقجع، سهّرت على توفير كل شروط التحضير داخل مركب محمد السادس، كما أن لقجع حرص على زيارة الفريق شخصيًا والتأكيد على دعمه له قبل السفر.

وشدّد مقروف على أن دعم الجامعة لا يقتصر على الوداد فحسب، بل يشمل جميع الأندية الوطنية التي تمثل المغرب في البطولات القارية والدولية، مبرزًا أن مركب المعمورة أصبح مركزًا محوريًا لاستعداد الأندية الوطنية التي تصل إلى المراحل النهائية في دوري أبطال إفريقيا أو كأس الكونفدرالية، ما يسمح لها بالتحضير في أفضل الظروف التقنية والبدنية.

ويراهن الفريق، بقيادة المدرب محمد أمين بنهاشم، على تجاوز هذا الحاجز وتحقيق أول فوز تاريخي في البطولة، بما يعزز مكانة النادي على المستوى الدولي ويرفع من قيمة الكرة المغربية في المحافل العالمية.

مع اقتراب موعد انطلاق مونديال الأندية، تتزايد الآمال في أن يقدم الوداد أداء مشرفًا، يوازي طموحات جماهيره العريضة داخل المغرب وخارجه، ويعكس تطور كرة القدم المغربية التي فرضت نفسها على الخارطة الدولية.

آخر الأخبار