أمينة روشدو...نجمة قلب الحكمة تتألق في سوس ماسة بأعلى معدل في الباكلوريا

أمينة المستاري

بعيون متعبة أنهكهما السهر والتحضير المتواصل، دخلت أمينة روشدو صاحبة أعلى معدل باكلوريا في جهة سوس ماسة(,4819)، باب مؤسسة قلب الحكمة الخصوصية، بابتسامة خفيفة تحمل في طياتها فرحا وتعبا ورضا عميقا، لتجد في استقبالها مدير المؤسسة مصطفى الهيبة، بباقة ورد تليق بإنجازها، محاطا بأساتذتها وبعض الأطر وأعوان المؤسسة ، الذين لم يخفوا فخرهم واعتزازهم بها.
وقف الجميع احتراما لتلميذة لم تكن تسعى فقط إلى معدل مرتفع، بل إلى تحقيق حلم آمنت به وسعت نحوه بكل ما أوتيت من عزيمة. بجانبها وقفت والدها ووالدتها، يراقبان الموقف بعيون دامعة وقلوب مفعمة بالامتنان، وهما يريان ثمرة تعب سنوات تتجلى أمامهما في صورة ابنة ناجحة، واثقة وناضجة.
لم يكن الطريق سهلا بالنسبة لأمينة، فقد وضعت منذ البداية هدفا واضحا أمام عينيها، وسارت نحوه بخطى ثابتة، لا تلتفت إلى ما قد يشتت انتباهها. لم تنكر فضل والديها اللذين وفرا لها بيئة حاضنة، ولا أساتذتها الذين ساندوها ووجهوا خطواتها. كانت تعلم أن النجاح لا يأتي صدقة، بل هو نتاج تضحيات ومثابرة وانضباط من اليوم الأول وحتى آخر لحظة في السنة الدراسية.
تحدثت أمينة بابتسامة وهدوء: " السر هو التنظيم والابتعاد عن الملهيات...طبعا مع لحظات راحة ضرورية. أتمنى أن أختار تخصصا يفيدني ويفيد بلدي، أرفع راية بلدي وأخدم المصلحة العامة." كلمات كانت مرآة لشخصية ناضجة، تؤمن بأن النجاح ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة لبناء غد أفضل.
وفي لحظة امتزج فيها الفخر بالإمتنان، تحدث مدير المؤسسة بكلمات بعيدة عن الرسميات، كلمات خرجت من قلب رجل عاش الميدان، وذوب سنوات عمره في خدمة التعليم. كان يتحدث بهوء وكأن حديثه امتداد لما قالته أمينة روشدو. وأكد المسؤول التربوي قائلا : "قد تكون مؤسستنا متوسطة الحجم، لكننا نعمل بإيمان كبير، نزرع كل يوم أملا، ونسعى أن نقدم لتلامذتنا تعليما يليق بطموحاتهم" .
انبثقت "قلب الحكمة" من قلب تجربة المسؤول التربوي وأستاذ الرياضيات، من رغبته العميقة في أن يرى تلاميذ ناجحين ليس فقط في الدراسة ولكن في الحياة، وحلم بأن يمنح كل تلميذ بيئة تحتضن الحلم، وأساتذة يرافقون الطريق، ودعما يزرع الثقة في النفس.