لشكر يؤكد اصطفافه مع الجهة الغالبة: نحن لا نصطف مع الفاشلين

وجه إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، رسائل مشفرة ومباشرة في آنٍ واحد، خلال افتتاح المؤتمر الجهوي لحزبه بمدينة بني ملال، السبت.
وقال لشكر، في خطاب حماسي أمام مناضلي الحزب، إن الاتحاد الاشتراكي "ليس حزب اصطفافات فاشلة، ولا يقبل تلقي الأوامر من أي جهة كانت"، في تلميح واضح إلى جهات قال إنها تسعى إلى تأطير المشهد السياسي وفق منطق الهيمنة.
وأضاف أن الاتحاد الاشتراكي "نشأ في كنف الديمقراطية، ولن يقبل بغيرها". وشدد على أن المشروع السياسي للحزب يستمد شرعيته من التاريخ النضالي، لا من التحالفات العابرة أو الاصطفافات المصلحية.
وفي هجوم صريح على أداء الحكومة، اعتبر لشكر أن الأخيرة فشلت في الوفاء بوعودها، وعلى رأسها خلق مليون منصب شغل، متهما إياها باللجوء إلى "شماعة الجفاف وزلزال الحوز" لتبرير الإخفاقات.
ولم يفت لشكر أن ينتقد ما وصفه بـ"الامتداد الليبرالي" الذي تطبعه الحكومة في سياساتها، قائلا إن "منطق السوق وحده لا يصنع العدالة الاجتماعية، ولا يمكن أن يعوض التوجهات التقدمية التي يتبناها حزب الوردة".
وفي الوقت الذي أعلن فيه عن انطلاق الاستعدادات التنظيمية للمؤتمر الوطني للحزب، المرتقب في أكتوبر المقبل، شدد لشكر على أن "إعادة ترتيب البيت الداخلي ستكون في صلب الأولويات، من أجل مواجهة الاستحقاقات السياسية القادمة برؤية أكثر وضوحا واستقلالية".
ويأتي هذا التصعيد السياسي في وقت لا تزال فيه الشكوك تحوم حول علاقة الاتحاد الاشتراكي بحزب التجمع الوطني للأحرار، خصوصا بعد انسحاب حزب الوردة من ملتمس رقابة كان يستهدف إسقاط الحكومة، وهي الخطوة التي اعتبرت، في أوساط سياسية، بمثابة "صفقة سياسية" غير معلنة بين الطرفين.
ورغم هذا، يصر لشكر على تقديم حزبه كفاعل مستقل، يملك قراره السياسي، ويصطف فقط مع "الجهة الغالبة في السياسة"، وهو تعبير يثير تساؤلات حول طبيعة موقع الاتحاد الاشتراكي في المرحلة المقبلة، بين معارضة نقدية وانتظارات محتملة من بوابة التحالفات القادمة.