عندما التف حبل الكذب القصير حول عنق النصاب "هشام جيراندو"

الكاتب : الجريدة24

15 يونيو 2025 - 03:00
الخط :

 

سمير الحيفوفي
حبل الكذب قصير، وهو الآن يلتف حول عنق المدعو "هشام جيراندو"، الذي انفضح زيف ما ظل يدعيه كونه مالك "ماركة" للملابس في كندا، وقد انكشف أنه نادل (مع كل الاحترام الواجب للندل الأقحاح) في مطعم "La Table du Maroc" يشتغل تحت إمرة زوجته وشريك لها هناك في بلاد المهجر.

وكما ظهر "هشام جيراندو" وهو يلبي طلبات زبائن المطعم، ذليلا صاغرا ومحاولا جهد الإمكان إخفاء هويته، فإن في ذلك ما يشي بأن النصاب الذي انتشى سابقا بنهش لحوم ضحايا ترصد لهم وتربص بهم، إنما هو وضيع مريض، يخضع أمام العموم ويمتشق "القوة" متى كان وحيدا أمام كاميرا الهاتف، فيدعي أمام متابعيه ما يمني به نفسه وهو يقوم بـ"السخرة" لزوجته.

وإذ كذب الهارب إلى كندا وزاد في الكذب، فقد غاب عنه أن الأيام دول وأن الزَّبَد يذهب جفاء، ولا أحد يستطيع إخفاء الحقيقة أبد الدهر، وبأن عروض تمثيلياته انتهت وخلص الجمهور إلى قناعة واحدة وهي أنه أفَّاق أشِر، وبأنه مجرد أجير يقتات على أجرة زوجته وإكراميات زبناء المطعم الذي تديره.

والأكيد أن "هشام جيراندو" مريض بـ"سكيزوفرينيا" حادة، لحد تجعل المرء يشفق عليه، وهو الذي يرى كرامته تمتهن طوال اليوم يكد ويكابد ليعتاش من "رزق" زوجته وشريكها المهاجر المغربي الآخر الغارق في شبهة غسيل الأموال، وما أن ينزع عنه لباس "السخرة" حتى يمتع نفسه بكثير من الأكاذيب التي يحسها تعزيه وتبلسم جراحه وتلملم كرامته المهدورة.

ولقد تغير الوضع، فلم يعد الآن بإمكان النصاب "هشام جيراندو" الاستمرار في ادعاء أنه مستثمر في الملابس وفي عالم الطيران وفي أسلحة الصيد وغيرها من المجالات مثلما أوهم بذلك قطيعا من السذج، قبل أن يراه الناس عيانا جهارا وهو مجرد مسخَّر لا يملك حولا ولا قوة غير فم نتن يفتحه مشرعا أمام كاميرا هاتفه متى أذنت له زوجته وشريكها بفترة راحة.

ولم تقف سلسلة كشف أكاذيب "هشام جيراندو" عند هذا الحد، فقد كشفت تسريبات صوتية موثوقة لـ"مصطفى عزيز"، الذي "صنع" النصاب وموله لأجل أغراض دعائية رخيصة، أنه أرخص بكثير لحد وصفه فيها بالـ"لا شيء"، وبأنه مجرد "بيدق" يضع نفسه رهن إشارة كل من تسول له نفسه مهاجمة الوطن ورجالاته الذين يصطفون دفاعا عنه في مواجهة مراميهم الدنيئة.

زيادة على ذلك، وكما اعتقلت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة سوق الأربعاء الغرب، الوسيط الذي ظل صلة الوصل بينه وبين والدته بالمغرب، والذي كان مكلفا بتحصيل أموال الابتزاز من الضحايا وينفح بها والدة رئيسه في النصب والابتزاز والتشهير، فقد انقطعت سبل الاسترزاق من هكذا طريق اختارها الكذاب، فأصبح عاريا، مفضوحا أمام الجميع، برصيد منتهٍ وليؤكد فعلا أنه "لا شيء".

آخر الأخبار