مع ارتفاع الحرارة.. النقل السري يغزو الشواطئ ومطالب بتدخل عاجل

الكاتب : انس شريد

21 يونيو 2025 - 09:30
الخط :

تشهد مختلف الشواطئ القريبة من المدن الكبرى، منذ منتصف شهر يونيو الجاري ارتفاعا ملحوظا في حركة التنقل، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع التي تعرف إقبالًا واسعًا من قبل الأسر والشباب الباحثين عن متنفس للهروب من درجات الحرارة المرتفعة.

هذا التزايد في الطلب على وسائل النقل يضع المنظومة الرسمية أمام اختبار صعب، في ظل عجز الأسطول العمومي وسيارات الأجرة عن تلبية الحاجيات اليومية للمرتادين، ما أدى إلى استفحال ظاهرة النقل السري بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة.

وباتت وسائل النقل غير القانونية، خاصة الدراجات ثلاثية العجلات، وسيلة يعتمد عليها العديد من المواطنين للوصول إلى الشواطئ، رغم ما تحمله هذه الوسيلة من مخاطر تهدد سلامة الركاب وحياتهم.

وأخذت الظاهرة أبعادًا مقلقة في بعض الشواطئ الكبرى مثل عين الذئاب بالدار البيضاء والسواحل المجاورة للمحمدية، حيث تنتشر عشرات المركبات العشوائية التي تنقل المصطافين في ظروف تفتقر إلى أدنى معايير السلامة.

وقد عبّر عدد من المواطنين، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن استيائهم من هذا الوضع، معتبرين أن غياب حلول عملية لمشكل النقل الصيفي يفتح الباب أمام استغلال حاجة الأسر من قبل أصحاب وسائل النقل السري، الذين لا يترددون في مضاعفة الأسعار مقابل نقل الركاب في ظروف محفوفة بالمخاطر.

في الوقت نفسه، وجه نشطاء نداءات متكررة إلى السلطات المحلية والمصالح الأمنية من أجل تكثيف الحملات لمواجهة هذه الظاهرة التي تتوسع عامًا بعد عام مع بداية فصل الصيف.

من جانب آخر، أكدت جمعيات حماية المستهلك مرارا أن تفاقم النقل السري خلال فترة ارتفاع درجات الحرارة هو انعكاس مباشر لضعف البنية التحتية لقطاع النقل العمومي، خاصة في ما يتعلق بتوفير خطوط خاصة بالمناطق الساحلية خلال أيام الذروة.

كما حذرت هذه الجمعيات من التداعيات السلبية لهذا الوضع، ليس فقط على مستوى السلامة الطرقية، ولكن أيضًا على صعيد تشويه المشهد العام وتنظيم السير، في ظل الفوضى التي تخلقها هذه المركبات العشوائية في مداخل الشواطئ وطرقها المحيطة.

وفي ظل هذا الوضع، تتعالى الأصوات المطالبة بتبني حلول آنية ومستدامة، من خلال وضع مخططات خاصة بالنقل الصيفي في الحواضر الكبرى، ترتكز على تخصيص حافلات إضافية أو إنشاء خطوط موسمية موجهة خصيصًا لنقل المصطافين بشكل آمن ومنظم.

كما يشدد المهتمون على ضرورة إشراك القطاع الخاص في توفير وسائل نقل بديلة ومشروعة خلال هذه الفترات، بشكل يخفف الضغط على وسائل النقل العمومي التقليدية ويقطع الطريق على شبكات النقل السري التي تتوسع في غياب المراقبة.

ويأتي هذا الجدل وسط ترقب لدور الجهات المسؤولة في التعاطي مع الظاهرة، خاصة أن استمرار هذا الوضع ينعكس سلبًا على جهود تنظيم الفضاءات العمومية، ويزيد من الهشاشة الاجتماعية التي يدفع ثمنها المواطن البسيط الباحث عن متنفس صيفي آمن يقيه حرارة الصيف دون أن يجد نفسه مضطرًا للمخاطرة بحياته في مركبات غير مرخصة ولا تخضع لأي شروط قانونية أو تقنية.

وبين واقع النقل المتأزم في فصل الصيف والبحث المستمر عن الحلول، تظل الشواطئ المغربية فضاءات مفتوحة على تحديات تتكرر كل موسم، في انتظار إرادة جماعية تترجمها إجراءات ملموسة تحفظ سلامة المواطنين وكرامتهم.

آخر الأخبار