تهريب الحشيش في أغلفة شوكولاتة.. إحباط خطة جديدة بين المغرب وإسبانيا

الكاتب : انس شريد

21 يونيو 2025 - 02:30
الخط :

تتواصل جهود السلطات الإسبانية والمغربية في التصدي لعمليات التهريب البحري بين الضفتين، حيث تمكنت عناصر الحرس المدني مؤخراً من إحباط محاولة نوعية لتهريب كميات من مخدر "الحشيش" انطلاقاً من السواحل المغربية باتجاه الجزيرة الإيبيرية.

وأسفرت العملية الأمنية، التي جرت بسواحل الجزيرة الخضراء، عن ضبط دراجتين مائيتين (جيتسكي) كان على متنهما أربعة أشخاص، حاولوا اختراق المياه الإقليمية الإسبانية بسرعة فائقة، قبل أن يتم اعتراضهم وتوقيفهم من طرف وحدة مراقبة الحدود التابعة للحرس المدني، وفقاً لتقارير إعلامية إسبانية.

وأكدت التقارير ذاتها، أن أعين المراقبة رصدت تحركات غير اعتيادية لدراجتين مائيتين تنطلقان من شمال المغرب، وتحديداً من مناطق قريبة من مدينة سبتة المحتلة، في اتجاه الشواطئ الجنوبية لإسبانيا.

وبمجرد اقترابهما من السواحل، حسب ذات المصادر، بادرت الفرق البحرية بالتدخل السريع لإيقافهما، حيث تم اكتشاف خمس رزم من الحشيش، كانت مخبأة في أغلفة تحاكي أغلفة شوكولاتة شهيرة من نوع "مارس" و"تويكس"، في محاولة تمويه ماكرة تهدف إلى تضليل أجهزة التفتيش والكشف عن المواد المهربة.

العملية التي وُصفت بالنوعية، كشفت مجددًا عن أساليب التهريب المتطورة التي تعتمدها الشبكات المتخصصة في الاتجار الدولي بالمخدرات، حيث باتت تلجأ إلى وسائل خفيفة وسريعة مثل الدراجات المائية، بما يسمح لها بالتحرك بسرعة عالية وتنفيذ عمليات تهريب دقيقة من البحر نحو اليابسة.

ووفقاً لنفس التقارير الإسبانية، فقد تم تقديم الموقوفين الأربعة إلى العدالة الإسبانية، حيث يواجهون تهمًا ثقيلة تتعلق بالتهريب الدولي والاتجار غير المشروع في المخدرات، في انتظار استكمال التحقيقات الأمنية والقضائية لتفكيك باقي خيوط الشبكة، وربط صلاتها المحتملة بشبكات أخرى تنشط على الضفتين.

وتؤكد هذه العملية، كما غيرها في الأشهر الأخيرة، تزايد الاعتماد على الدراجات المائية في تهريب الحشيش عبر مضيق جبل طارق، وهو ما يمثل تحدياً أمنياً متصاعداً للسلطات المغربية والإسبانية، لا سيما أن هذه الوسيلة باتت تتيح تنفيذ عمليات تهريب صغيرة الحجم لكنها متكررة وعالية السرعة، ما يعقّد من عملية المراقبة ويزيد من هامش المناورة لدى المهربين.

وقد أكدت التقارير ذاتها، أن أجهزة الحرس المدني وهيئة الرقابة الجمركية قد حذرت من أن هذه الأساليب تزايدت في السنوات الأخيرة، خاصة في مقاطعات مثل قادس ومالقا، ما استدعى تكثيف الدوريات البحرية وتوسيع نطاق المراقبة باستخدام تقنيات حديثة.

وبحسب معطيات استقتها وسائل إعلام إسبانية من مصادر أمنية، فإن عمليات التهريب الأخيرة كشفت عن محاولات إخفاء المخدرات في حيل مبتكرة وغير تقليدية، مثل تغليفها في أغلفة شوكولاتة، أو تخزينها في تجاويف خفية داخل المركبات والدراجات النارية.

ويبدو أن استمرار شبكات التهريب في استعمال أدوات سريعة ومنخفضة الكلفة مثل الدراجات المائية، يعكس تحولا في التكتيك المعتمد، حيث تراهن هذه العصابات على تكرار العمليات بشكل متواتر لتعويض محدودية الحمولة، وهو ما يجعل من كل رحلة وحدة تهريبية قائمة بذاتها، يمكن تكرارها عدة مرات في اليوم، شريطة وجود ظروف بحرية مناسبة.

وتعمل السلطات الإسبانية على مواجهة هذا التحدي الأمني المتنامي من خلال مضاعفة الدوريات البحرية وتكثيف التنسيق مع أجهزة المغربية، إضافة إلى تعزيز المراقبة على امتداد الشريط الساحلي المقابل للمغرب، وخاصة في المناطق المجاورة لسبتة ومليلية المحتلتين، حيث تنشط العديد من الشبكات التي تستغل القرب الجغرافي.

آخر الأخبار