تعاون مغربي أمريكي غير مسبوق.. صفقة طيران بمليار دولار وزيارة وشيكة لترامب

الكاتب : انس شريد

21 يونيو 2025 - 04:30
الخط :

تواصل العلاقات المغربية الأمريكية تسجيل تطورات متسارعة تعكس تنامي الثقة المتبادلة وتثبيت الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الرباط وواشنطن في مختلف المجالات، خصوصًا في ظل المستجدات الأخيرة التي تضع المغرب في صلب الاهتمام السياسي والاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية، بعد الاعتراف المتجدد بالصحراء المغربية.

وكشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية في تقريرها عن معطيات تفيد بإمكانية تنظيم زيارة وشيكة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة المغربية، في إطار تحركات دبلوماسية رفيعة المستوى يُنتظر أن تتوج بعقد لقاء رسمي بين الرئيس السابق والملك محمد السادس، مصحوبًا بإعلان صفقات كبرى في قطاع الطيران.

وبحسب الوكالة المتخصصة في الشؤون الاقتصادية والمالية، فإن التحضيرات الجارية لهذه الزيارة المرتقبة تجري على قدم وساق، دون أن تُفصح عن التاريخ الدقيق لها، مشيرة إلى أنها ستندرج ضمن إطار سياسي واستثماري يُجدد التزام واشنطن بدعم الرباط، خاصة فيما يتصل بقضية الصحراء المغربية التي باتت تحظى بتأييد متزايد داخل دوائر القرار الأمريكية، منذ الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية خلال فترة إدارة ترامب، وهو الموقف الذي لم تتراجع عنه الإدارات المتعاقبة.

وتوقعت "بلومبيرغ"، استنادًا إلى مصادرها، أن تكون هذه الزيارة مناسبة لتوقيع صفقة تاريخية بين شركة "بوينغ" الأمريكية العملاقة لصناعة الطائرات، وشركة الخطوط الملكية المغربية "لارام"، تتعلق باقتناء ما مجموعه 74 طائرة جديدة، تشمل 24 طائرة من طراز بوينغ 787 "دريملاينر" المخصصة للرحلات الطويلة، و50 طائرة من طراز بوينغ 737 للرحلات القصيرة والمتوسطة، بقيمة إجمالية تتجاوز مليار دولار.

وإلى جانب شركة بوينغ، تُجري "لارام" مشاورات متقدمة لاقتناء نحو 20 طائرة من طراز "إيرباص A220" الأوروبية، في صفقة موازية يُنتظر الإعلان عن تفاصيلها خلال معرض باريس للطيران، بحسب ما أوردته بلومبيرغ، التي رجحت أن يتم الكشف عن الطلبية الأمريكية في مرحلة لاحقة، بعد اللقاء المرتقب بين الملك محمد السادس والرئيس السابق ترامب، في سياق يؤشر على أن الزيارة لن تكون رمزية فقط، بل ستشكل مناسبة لإطلاق استثمارات استراتيجية بين البلدين.

وتندرج هذه الخطوة ضمن رؤية المغرب لتحديث أسطول شركة الخطوط الملكية المغربية وتوسيعه بشكل غير مسبوق استعدادًا للاستحقاقات الدولية المقبلة، وعلى رأسها استضافة المملكة لكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

ويتوقع أن تشهد السنوات المقبلة ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على الرحلات الجوية، وهو ما يستوجب تعزيز قدرة "لارام" على تغطية خطوط جديدة وربط المغرب بمزيد من الوجهات الإقليمية والدولية، بما ينسجم مع طموح المملكة للتحول إلى مركز جوي محوري في شمال وغرب إفريقيا.

ويرى متابعون للشأن السياسي، أن انخراط الولايات المتحدة، سواء من خلال صفقات اقتصادية أو مواقف سياسية واضحة، في دعم المسار التنموي والسيادي للمغرب، يفتح المجال أمام مرحلة جديدة من التعاون المتقدم، تتجاوز الأبعاد التقليدية للعلاقات الثنائية، لتتوسع نحو آفاق جيوستراتيجية أكبر، تضع المغرب في موقع الدولة المحورية في شمال إفريقيا والساحل الأطلسي.

وفي الوقت الذي تلتزم فيه الرباط بسياسة خارجية متوازنة، مبنية على احترام المصالح المتبادلة والشراكات المتعددة الاتجاهات، فإن التحولات الإقليمية والدولية تجعل من تعميق التعاون مع الولايات المتحدة خيارًا استراتيجيًا طويل الأمد، لا سيما في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة.

آخر الأخبار