مودي يزور المغرب مباشرة بعد جلوسه على كرسي الدولة

الكاتب : الجريدة24

22 يونيو 2025 - 03:30
الخط :

 

في أولى محطاته الخارجية بعد إعادة انتخابه لولاية جديدة، يستعد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لزيارة رسمية إلى المغرب مطلع يوليوز المقبل.

الزيارة، التي طال انتظارها بسبب تعقيدات في الأجندات الدبلوماسية، تحمل رمزية بالغة، ليس فقط لأنها الأولى لمودي إلى المغرب، بل لأنها تنطلق منها جولة دبلوماسية واسعة تشمل الأرجنتين والبرازيل وترينيداد وتوباغو والأردن، قبل أن يختمها بالمشاركة في قمة "بريكس" بريو دي جانيرو يومي 6 و7 يوليوز.

 

شراكة بنفس استراتيجي
اختيار المغرب كمحطة أولى في هذه الجولة يجسد مكانة المملكة المتنامية في خريطة الدبلوماسية الهندية الجديدة، التي باتت تراهن على الرباط كشريك محوري في شمال إفريقيا، وكنقطة ارتكاز نحو إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب أوروبا.

وتصف وسائل إعلام هندية المغرب بـ"الدولة العربية المحورية ذات النفوذ الإقليمي المتصاعد"، فيما ذهبت أخرى إلى اعتباره "شريكا استراتيجيا من الدرجة الأولى" ضمن مقاربة الهند الجديدة لتعزيز دورها في الجنوب العالمي.

 

مسار تعاون
وتعود جذور الشراكة بين البلدين إلى الزيارة الملكية التاريخية للهند في أكتوبر 2015، والتي أرست أسس تعاون استراتيجي متعدد الأبعاد. ومنذ ذلك الحين، وقعت أكثر من 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم شملت مجالات واسعة، من السياسة والطاقة والصحة، إلى الصناعة الفضائية والدفاع الإلكتروني.

ومن أبرز تجليات هذا التعاون، الصفقة التي أبرمتها مجموعة Tata Advanced Systems Limited مع المغرب نهاية 2024، لتصنيع عربات مدرعة من طراز WhAP 8×8، وإنشاء قطب صناعي دفاعي إقليمي.
هذه الخطوة تعكس تحول المغرب إلى منصة صناعية دفاعية في إفريقيا، وترسيخا لرؤية شراكات جنوب-جنوب التي يتقاطع حولها البلدان.

 

أجندة ثقيلة..

ومن المرتقب أن يلتقي مودي بالملك محمد السادس في العاصمة الرباط، حيث ستتناول المباحثات توسيع التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والأمن السيبراني، والزراعة الذكية، وسلاسل التوريد الإفريقية. وهي مجالات تندرج ضمن طموح الهند لتوسيع نفوذها خارج آسيا، من خلال بوابة المغرب الذي بات ينظر إليه كشريك أولوي لسنوات قادمة.

الزيارة تأتي أيضا في سياق تعزيز التنسيق في المحافل الدولية، حيث يجمع البلدين توافق واسع في الرؤى داخل الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية الآسيوية، وفي دعم التعاون الثلاثي مع دول إفريقية شريكة.

 

بداية مرحلة
وتحمل زيارة مودي إلى الرباط مضامين دبلوماسية تتجاوز البروتوكول، فهي تعلن عن بداية مرحلة جديدة في العلاقات المغربية-الهندية، بطابع استراتيجي أكثر وضوحا، وانفتاح متعدد الأبعاد يرسم معالم تحالف متكامل بين قوتين صاعدتين في الجنوب العالمي.

وفي ظل التحولات الجيوسياسية، وتعدد مراكز القرار الدولي، تلوح في الأفق فرصة تاريخية لبناء محور مغربي-هندي، قادر على لعب أدوار مؤثرة قاريا ودوليا، انطلاقا من المصالح المشتركة والرؤى المتقاربة.

آخر الأخبار