بنكيران ينتقد مهرجانات الأحرار: توزيع المال لجمع الناس عبث سياسي

في خطاب سياسي حمل الكثير من الانتقاد والرسائل المشفرة، جدد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، هجومه الحاد على حكومة عزيز أخنوش، معتبراً أنها فشلت في تقديم أجوبة سياسية واقتصادية مقنعة للمغاربة، وأنها تسير البلاد نحو مزيد من التدهور الاجتماعي والمؤسساتي.
وجاءت كلمة بنكيران، اليوم الأحد 22 يونيو 2025، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي لحزبه بجهة فاس مكناس، حيث استعرض جملة من القضايا التي تشغل الرأي العام، من بينها واقع السياسة الفلاحية، وشبهات تضارب المصالح، والتحضير المبكر للاستحقاقات الانتخابية.
وانتقد بنكيران، الذي بدا مستاءً مما وصفه بـ"تسليع السياسة"، بشدة تنظيم حزب التجمع الوطني للأحرار لمهرجانات تُصرف فيها الأموال بهدف حشد الجماهير، معتبراً أن هذه الأساليب "صبيانية" وتُشكل تشويهاً للعمل السياسي، خاصة في ظل اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقبلة.
وأشار إلى الاتهامات التي تطال بعض الأطراف باستخدام المال السياسي لشراء الولاءات.
ولم يتردد الأمين العام لحزب "المصباح" في توجيه اتهامات ثقيلة لحزب الأحرار، مشيراً إلى أن هذا الأخير يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد المنتخبين والمسؤولين المتابعين أمام القضاء، بل ومن بينهم من يقبع في السجن، وهو ما اعتبره دليلاً على أزمة أخلاقية تضرب عمق النخب السياسية الحالية.
كما شدد على أن العمل السياسي لا ينبغي أن يكون وسيلة للاغتناء السريع، بل يجب أن يظل أداة لخدمة المواطنين وتحقيق التنمية، قائلاً إن "السياسة لا تأتي بالثروة إلا إذا كانت هناك طرق غير مشروعة وصفقات وريع".
وتطرق بنكيران بحدة إلى ملف الفلاحة، منتقداً السياسات التي اعتمدها عزيز أخنوش حين كان وزيراً للفلاحة، حيث تحدث عن اختلالات خطيرة، من أبرزها تراجع القطيع الوطني، مشككاً في أن يكون ذلك فقط بسبب الجفاف، في الوقت الذي تُنتج فيه بعض الزراعات الموجهة للتصدير، مثل الأفوكادو، والتي تستهلك كميات ضخمة من المياه.
واستغرب من هذه الأولويات، واعتبر أن السياسة الفلاحية القائمة على التصدير تخدم مصالح فئات محدودة، بينما يُهمل الفلاح الصغير الذي يُفترض أن يشكل الركيزة الأساسية للفلاحة الوطنية.
كما تناول بنكيران ملف استيراد الماشية، حيث قال إن الدعم الذي خُصص لهذا القطاع لم يصل إلى المواطنين، بل استفاد منه مستوردون مقرّبون من أخنوش، معتبراً أن هذا الدعم تحول إلى وسيلة غير مباشرة لحشد الأصوات الانتخابية.
وفي ختام كلمته، لم يُخفِ بنكيران قلقه من مآلات المرحلة السياسية الحالية، محذراً من استمرار ما وصفه بـ"العبث السياسي".
ومؤكداً أن حزبه سيظل صوتاً معارضاً، يفضح الاختلالات ويدافع عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، رغم الصعوبات التي يواجهها في المشهد السياسي المغربي.