أكادير: الوداع الأخير لدركي فقد حياته بسبب فوضى الدراجات

الكاتب : الجريدة24

29 يونيو 2025 - 03:00
الخط :

 

في جو جنائزي مهيب، وصمت مطبق ممزوج بأنين القلوب ومشاعر الحزن والفقدان، تم أمس السبت تشييع جثمان الدركي محمد غياني، الذي ترجل عن صهوة الحياة وهو يؤدي واجبه، في مشهد لا يُنسى من التضحية والفداء، بعد أن دهسته دراجة نارية كانت ضمن سلسلة من الدراجات الاستعراضية يوم 8 يونيو الجاري، صارع الموت لأيام بالمستشفى العسكري بالدشيرة لكنه فارق الحياة متأثرا بإصابته البليغة.
بكته والدته وذرفت دموعها على فلذة كبدها، بعد أن خرج من منزله بحي الخيام باسما ومرتبا هندامه العسكري، عاد بعد أسابيع... لكن داخل نعش خشبي، تحمله أكتاف رفاقه الذين ودعوه بعيون دامعة وقلب مكسور، وبكاه أهله وجيرانه.
وفي خيمة نصبت بالحي، ودعته والدته وقد ذبلت ملامحها من لوعة الفقد، فبعد أن ودعته واقفا واستقبلته جثة هامدة، وأمامها وقف القائد الجهوي للدرك الملكي يخفف من ألمها، قبل أن يحمل على الأكتاف إلى مسجد الحي لصلاة الجنازة، ومنه إلى مقبرة احشاش لدفنه، في موكب وبروتوكول عسكري يليق بخادم الوطن الذي فقد حياته في خدمة وطنه.
فالدركي تعرض يوم الحادث لدهس من طرف أحد سائقي الدراجات النارية الاستعراضية، بعد أن فوجئوا بتواجده على الطريق ينظم حالة السير، وفر سائق الدراجة تاركا وراءه جسدا يتلوى من الألم وروحا تنازع البقاء.
ظل محمد غياني يصارع الموت لحوالي ثلاثة أسابيع لكن الإصابة كانت أبلغ من الطب ومحاولة الأطباء، فغاب النبض وانطفأت شعلة الحياة فيه.
لم يطل الأمر كثيرا، فما لبث أن تم إيقاف المجموعة وتقديمها أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بأكادير، بتهم ثقيلة الإيذاء العمدي، وعدم تقديم يد المساعدة لشخص في حالة خطر، كما تمت إضافة تهمة "الإيذاء العمدي المفضي إلى الموت" بعد وفاة الدركي.
المأساة سلطت الضوء مجددا على ظاهرة الدراجات النارية الاستعراضية، التي حولت أحياء وشوارع المغرب إلى ساحات جنون لا ضابط لها... شباب يركبون الريح دون عقل أو مسؤولية، ينسجون مشاهد رعب في منتصف الليل، غير مبالين بمن ينام أو من يحتضر خلف جدار.

آخر الأخبار