كرة القدم النسوية في المغرب ..تجربة متطورة

الكاتب : الجريدة24

01 يوليو 2025 - 02:00
الخط :

عمر شليح /ومع/

على مدى السنوات الست الماضية، تعيش كرة القدم النسوية في المغرب على إيقاع تطور ملحوظ ،حيث انتقلت الممارسة الكروية من هامش الاهتمام إلى صلب المشهد الرياضي الوطني ،

وذلك في ظل دعم متزايد للنوادي النسوية وتأطيرها ضمن دوريات منتظمة ،وتنامي حضور المنتخبات و الفرق النسوية المغربية في البطولات القارية و العالمية الكبرى، وهو ما جعل التجربة المغربية تتجه بثبات لاعتلاء سلم الريادة افريقيا.

والواقع، أنه مع قرب احتضان المملكة الأدوار النهائية لكأس أمم افريقيا لكرة القدم للسيدات( المغرب 2024 ) ،والتي ست قام في الفترة الممتدة ما بين 5 إلى 26 يوليوز الجاري

هناك إجماع لدى المراقبين الرياضيين على أن المغرب بات نموذجا متقدما يحتدى به إقليميا و قاريا في مجال النهوض بكرة القدم النسائية، حيث أطلقت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سنة 2020 إستراتيجية وطنية لتطوير اللعبة في صفوف النساء ترتكز على التكوين، الاحتراف، وتوسيع قاعدة الممارسة.

وقد أثمرت هذه الجهود نتائج لافتة، أبرزها تأهل المنتخب المغربي النسوي لأول مرة إلى كأس العالم للسيدات سنة 2023 في استراليا ونيوزيلندا وبلوغه الدور الثاني من البطولة،

في إنجاز تاريخي وضع لبؤات الأطلس ضمن قائمة القوى الصاعدة في إفريقيا، علاوة على بلوغ المنتخب الدور النهائي لكأس إفريقيا للسيدات 2022، التي نظمها المغرب، وسط حضور جماهيري غفير فاق كل التوقعات، ناهيك عن النتائج المميزة المحققة من طرف باقي المنتخبات السنية و الاندية النسوية عربيا و افريقيا .

في هذا السياق، أكد الإطار التقني المغربي مهدي كسوة ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء ، أن المغرب يعيش فعلا على إيقاع نهضة كروية على المستوى النسوي ، والذي هو ثمرة ست سنوات من الاشتغال في العمق .

و اعتبر كسوة ، المهتم بكرة القدم النسوية ، أن الهدف الاساسي الأول للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تمثل في تطوير البطولة الوطنية لكرة القدم النسوية،

حيث تم الانتقال بشكل سلس من بطولة ذات طابع هاو إلى دوري احترافي يلبي عددا من المعايير المتعلقة بممارسة كرة القدم في بعدها العصري ، مبرزا أنه " اصبحنا أمام بطولة تنافسية يحسم فيها اللقب في الدورات الأخيرة وبمعدل للنقط أقل مما كانت عليه في المواسم السابقة " .

ويرى أنه في ظل هذا التطور ،أضحى طابع المنافسة متعدد الاطراف مع بروز فرق نسوية حديثة النشأة كنهضة بركان والفتح الرباطي والوداد البيضاوي والنادي البلدي للعيون ، و التي طورت مستوى الاداء في البطولة الوطنية ،

التي يقود قاطرتها فريق الجيش الملكي، النادي المرجعي ، مشيرا في هذا الصدد إلى أن فريق سبورتينغ الدار البيضاء ،الفتي ،ساهم في إغناء المشهد الكروي الرياضي الوطني والقاري من خلال بلوغه السنة الفارطة الدور النهائي لعصبة الأبطال الافريقية.

هذا المجهود ، يقول الاطار التقني المغربي ، صاحبه إنشاء عدد هائل من البنيات التحية تمثلت في المراكز الجهوية للتكوين في مجال كرة القدم ،التي تحتضن مواهب كروية تتراوح اعمارها غالبا ما بين 14 و 16 سنة ،

مع اعتماد مفاهيم ديداكتيكية عقلانية تتمثل أساسا في منهج دراسة -رياضة ،الذي أضفى طابعا من الاستقرار التربوي والرياضي وساعد على تطوير المهارات الذهنية و البدنية و التكتيكية للممارسات ،إلى جانب دعم الجانب التربوي للاعبات.

وأضاف كسوة أن خارطة الطريق التي وضعتها الجامعة للنهوض بكرة القدم النسوية أعطت أولوية لتكوين الاطر التقنية حيث تم صقل خبراتهم من خلال تنظيم دورات تكوينية متواصلة أغنت رصيدهم المعرفي العلمي و مكنتهم من أدوات عمل متطورة مما ساهم في تطعيم الأندية والمنتخبات الوطنية بأطر مؤهلة وكفئة في مجال التدريب والتأطير الكروي .

و أبرز أن المنتخبات المغربية النسوية في مختلف الفئات العمرية استفادت من هذه الطفرة الكبيرة ، مشيرا على الخصوص الى أن المنتخب الوطني الأول تمكن من بلوغ المباراة النهائية لكاس افريقيا للأمم التي استضافها المغرب سنة 2022 ،

بل وكان قريبا من التتويج ،علاوة على تأهله في أول مشاركة له في نهائيات كأس العالم التي جرت اطورها في استراليا و نيوزيلاندا سنة 2023 الى دور ثمن النهائي ،في انجاز غير مسبوق عربيا ،علاوة على أن لبؤات الاطلس كن قريبات من التأهل الى الألعاب الأولمبية بباريس 2024.

وخلص الى أن كرة القدم النسوية في المغرب، التي باتت تحظى بالتقدير والاحترام ،تسير في مسار إيجابي يطبعه التفاؤل ويستجيب للطموحات المسطرة من قبل الجهات الوصية الحريصة كل الحرص على أن تشكل كرة القدم النسوية في المغرب قوة صاعدة في المشهد الرياضي القاري ،في ظل تنامي الوعي المجتمعي بأهمية كرة القدم النسوية وتزايد الاستثمارات في هذا المجال ومواكبته إعلاميا .

آخر الأخبار