حمد الله إلى الهلال.. صفقة بلا مال وبكثير من الرسائل

في زمن تهيمن فيه لغة الأرقام والعقود الخيالية على كرة القدم، برزت صفقة عبد الرزاق حمد الله إلى نادي الهلال السعودي كاستثناء يروى. صفقة بلا مقابل مادي، جسدت روح التضحية والشغف بالمنافسة، وفتحت الباب لتمثيل مغربي أوسع في كأس العالم للأندية.

عندما تعطل ميتروفيتش..
وبدأ كل شيء حين تأكد المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي من غياب مهاجمه الصربي ألكسندر ميتروفيتش عن البطولة العالمية، فبادر بالاتصال بإدارة الهلال مطالبا بتوفير بديل هجومي قادر على تحمل مسؤولية المحفل الدولي. إدارة الزعيم تحركت بسرعة، وفتحت قنوات التواصل مع ثلاثة مهاجمين بارزين، كان من بينهم النجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، لاعب الشباب السعودي.

مرونة وانتقال استثنائي
وفيما أغلقت باقي الأندية الباب أمام رحيل لاعبيها، أبدى نادي الشباب مرونة كبيرة، ووافق على إعارة حمد الله مجانا. لا مبلغ مالي دفعه الهلال، ولا شروط مالية خاصة فرضها اللاعب، باستثناء تغطية راتبه عن شهر يوليوز فقط. الخطوة أثارت الإعجاب في الوسط الكروي السعودي، خصوصا وأنها جاءت في لحظة حرجة.

احترافية بدون شروط
اللافت في الصفقة لم يكن فقط طابعها "الرمزي"، بل السلوك الاحترافي الذي أبداه حمد الله، حيث رفض تلقي أي مبالغ إضافية أو حوافز خاصة، وأكد أن دافعه الوحيد هو تمثيل الهلال والسعودية بأفضل صورة في كأس العالم للأندية.

وقال اللاعب، في فيديو نشره النادي على منصة "إكس"، "أنا سعيد جدا بالانضمام للهلال، الفريق الذي يمثل السعودية بأفضل صورة... سأبذل كل ما لدي وأتمنى أن أكون جزءا من نجاحه في الموندياليتو."

ولإتمام الصفقة، تقدم الهلال بطلب رسمي إلى الاتحاد السعودي لتمديد فترة التسجيل الصيفية، وهو ما استجيب له بتعديل تاريخ انطلاقها ليصبح 3 يوليوز بدلا من 20 منه، ما مكن الفريق من إدراج حمد الله ضمن قائمة المونديال، إلى جانب مدافع آخر من دوري روشن.

تمثيل مغربي في المونديال
وبفضل هذه الصفقة، ارتفع عدد اللاعبين المغاربة المشاركين في ربع نهائي كأس العالم للأندية إلى ستة، وهم أشرف حكيمي (باريس سان جيرمان)، وأدم أزنو (بايرن ميونخ)، وياسين بونو وعبد الرزاق حمد الله (الهلال)، وبراهيم دياز ويوسف لخديم (ريال مدريد)