"فرنسا الأبيَّة" تتبرأ من تصريحات نائب فرنسي معادية للمغرب

سمير الحيفوفي
تبرأ حزب "فرنسا الأبية" (La France Insoumise) من تصريحات "سيباستيان ديلوغو"، النائب عن الحزب في البرلمان الفرنسي والذي خاض في قضية الصحراء المغربية، مرددا أسطوانة العسكر بعدما حل ضيفا على الجزائر وعلى قناة "Canal Algérie".
ولم يجد الحزب الذي يقوده "جون لوك ميلونشون"، بدا غير وضع النائب الفرنسي الشارد عند حده، وقد أكدت الهيئة السياسية المعروفة اختصارا بـ"LFI" أن التصريحات التي صدرت عن "سيباستيان ديلوغو"، لا تعنيها لا من قريب ولا من بعيد وأنها براء منها.
وكان "سيباستيان ديلوغو"، تحدث إلى "كنال آلجيري"، الناطقة بلسان النظام العسكري الجزائري، في 30 يونيو 2025، حيث استغل الفرصة لمداهنة النظام خلال زيارته للجزائر رفقة والدته الجزائرية الأصل بالادعاء أن الأمم المتحدة بصدد التحضير لإجراء "الاستفتاء" في الصحراء المغربية.
وجانب النائب الفرنسي الصواب حينما روج لمغالطات تعارض الحقيقة الثابتة والمتمثلة في كون كل قرارات مجلس الأمن منذ 2007 تؤكد على تبني واعتماد الحل السياسي العملي والواقعي، الذي هو "الحكم الذاتي"، وفق المبادرة التي اقترحتها المملكة المغربية في 2007.
كذلك، استغل "سيباستيان ديلوغو"، تواجده في حضرة العسكر ليوجه سهام النقد إلى فرنسا، وقد اتهم "برونو روتايو"، وزير الداخلية هناك، ورئيس كتلة الجمهوريين، بالتسبب في الخلاف مع النظام العسكري الجزائري، مرددا نفس الرواية التي يتبناها الـ"كابرانات".
ولم تمر التصريحات المعادية للوحدة الترابية للمملكة المغربية دون أن تثير جدلا في فرنسا، فكما أن "سيباستيان ديلوغو"، حاول استمالة "ناخبين" جزائريين مقيمين في فرنسا، في إطار حملة انتخابية سابقة لأوانها، فإن تجاهله لقضيتي "بوعالم صنصال"، الروائي الفرنكفوني" والصحفي الفرنسي "كريستوف غليز"، وحدت الفرنسيين والجالية المغربية للوقوف ضده.
وفي رد فعل على موجة الانتقادات العارمة التي واجهت النائب البرلماني وحزبه "فرنسا الأبيَّة"، تبرَّا الأخير من تصريحاته، وقد عبر بلاغ رسمي بأن تصريحات "سيباستيان ديلوغو"، لا تلزم الحزب ولا المجموعة البرلمانية ولا الحركة ككل، بقدر ما هي تعبير عن أرائه الشخصية.
وطالب الحزب بالإفراج عن الصحفي "كريستوف غليز"، الذي اتهم بالإرهاب لكونه كان في رحلة إلى الجزائر لإجراء ربورتاج عن نادي "شبيبة القبايل"، والذي اعتقله العسكر بسبب حوار له مع رئيس نادي "تيزي وزو" لكرة القدم، الذي كان أيضا مسؤولا في حركة تقرير مصير منطقة القبائل (ماك)، وصنفتها السلطات الجزائرية منظمة إرهابية عام 2021.
وللزيادة في عزلة النائب الفرنسي، جدد حزب "LFI"، الدعوة لإطلاق سراح "بوعالم صنصال"، الذي تجرأ وباح بحقيقة مفادها أن فرنسا اقتطعت أراضي مغربية وضمتها لمقاطعتها الجزائر إبان الفترة الاستعمارية، مما جعل العسكر يعتقلونه في 16 نونبر ويحكمون عليه بالسجن النافذ لخمس سنوات.