بعد تألقه أمام ريال مدريد.. حكيمي يقترب بثبات من الكرة الذهبية

يواصل النجم المغربي أشرف حكيمي تعزيز مكانته بين نخبة نجوم كرة القدم العالمية، بعدما بصم على أداء استثنائي خلال مواجهة فريقه باريس سان جيرمان ضد ريال مدريد، في نصف نهائي كأس العالم للأندية.
اللقاء الذي انتهى بفوز كاسح للفريق الباريسي بنتيجة أربعة أهداف دون رد، شكل محطة جديدة لتألق حكيمي، الذي قدّم تمريرة حاسمة، وشارك بفعالية في بناء الهجمات، وأدى واجباته الدفاعية بكفاءة عالية، مما جعل العديد من المتابعين يضعونه ضمن قائمة الأسماء المرشحة للظفر بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025.
في مباراة ريال مدريد، التي حظيت بمتابعة جماهيرية وإعلامية واسعة، أظهر حكيمي نضجًا تكتيكيًا كبيرًا، وساهم بشكل مباشر في الهدف الثاني لفريقه عبر تمريرة دقيقة نحو زميله فابيان رويز، بعد سلسلة من التمريرات التي انتهت بلمسته الحاسمة على الجهة اليمنى.
هذا "الأسيست" لم يكن سوى فصل جديد في سجل مشاركاته المؤثرة خلال البطولة، إذ سبق له أن سجل هدفين أمام كل من سياتل واندرز وإنتر ميامي، وقدم تمريرة حاسمة ضد بايرن ميونيخ، ليصل إجمالي مساهماته الهجومية إلى أربعة، بين أهداف وتمريرات حاسمة، في واحدة من أنجح مشاركاته الدولية على صعيد الأندية.
ولم يتوقف أداء حكيمي عند الجانب الهجومي، بل امتد إلى أدواره الدفاعية حيث استرجع ثلاث كرات، ونجح في تدخلاته الفردية بنسبة فاعلية مقبولة، بعدما فاز بثلاثة التحامات من أصل سبعة، مع تسجيله خطأ واحدا فقط خلال المباراة، في دلالة على تحكمه في إيقاع المواجهات واللعب بنضج كبير تحت الضغط.
كما صنع ثلاث فرص سانحة للتسجيل، ما يعكس قدرته على التحول من مدافع إلى صانع لعب في لمح البصر، وهي خصائص نادرة جعلت منه ركيزة لا غنى عنها في تشكيلة المدرب الإسباني لويس إنريكي.
التقدير الكبير الذي يحظى به حكيمي داخل الجهاز الفني لباريس سان جيرمان لم يأتِ من فراغ، فقد نوه ألكسندر دلال، مدرب اللياقة البدنية في الفريق، بالإمكانات البدنية الهائلة التي يتمتع بها النجم المغربي، مشيرًا إلى أن سرعته القصوى تتجاوز 33 كيلومترًا في الساعة، مع قدرة استثنائية على المحافظة على النسق العالي طيلة المباراة دون انخفاض في الأداء.
واعتبر دلال أن حكيمي يُعد النموذج المثالي للظهير العصري، الذي يجمع بين السرعة، والتحمل، والانضباط، والجاهزية الذهنية، وهو ما يفسر استمراريته على مستوى القمة في البطولات المحلية والقارية والدولية.
وفي تقرير خاص نشره موقع "RMC Sport" الفرنسي، تم تسليط الضوء على الأرقام التي تجعل من حكيمي أحد أفضل الأظهرة في العالم، إذ بلغ متوسط المسافات التي يقطعها في مباريات دوري أبطال أوروبا نحو 10.5 كيلومترات، وهو من بين أفضل خمسة لاعبين في الدوري الفرنسي من حيث معدل الركض عالي الكثافة، بينما تصل سرعته القصوى في بعض الفترات إلى حدود 36.9 كيلومترًا في الساعة، وهي معطيات تضعه في مصاف أسرع لاعبي كرة القدم على الإطلاق.
كل هذه المؤشرات دفعت عددًا من المتابعين إلى ترشيح حكيمي ليكون ضمن قائمة المرشحين الأبرز لجائزة الكرة الذهبية، التي تمنحها سنويًا مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية لأفضل لاعب في العالم.
ومما يعزز هذا الترشيح أيضًا، أن حكيمي لم يعد مجرد ظهير يكتفي بأداء المهام الدفاعية، بل تحوّل إلى لاعب متعدد الأدوار، يتقدم، يصنع، يراوغ، يقطع الكرات، ويقود التحولات، كما يمتلك ثباتًا في المستوى، وقدرة على التعامل مع ضغط المباريات الكبرى، وهذا ما تجلى في مواجهاته أمام كبار القارة الأوروبية.
من جهة أخرى، لا يمكن إغفال الأثر الرمزي لتألق حكيمي، الذي أصبح أيقونة رياضية تمثل الكرة المغربية والعربية في المحافل الدولية الكبرى، حيث أكد أن اللاعب العربي يمكنه المنافسة على أعلى المستويات، بل والمضي قُدما نحو حصد الجوائز الفردية الكبرى.