الجزائر تروج لانتصار دبلوماسي غير موجود

الكاتب : الجريدة24

10 يوليو 2025 - 04:00
الخط :

أعاد الجدل الدائر حول ما راج عن "تصويت الكونغرس الأمريكي على تصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية"، تسليط الضوء على حالة التسرع والتضليل التي باتت تميز الخطاب الإعلامي والدبلوماسي الجزائري، خصوصا في تعاطيه مع تطورات ملف الصحراء المغربية.

وفي الوقت الذي نقل فيه الإعلام العمومي الجزائري وبعض الأبواق المقربة من النظام العسكري نبأ عن "رفض الكونغرس الأمريكي لمقترح مغربي يدعو إلى تصنيف البوليساريو تنظيما إرهابيا"، خرج الناشط والصحفي الجزائري سعيد زروال، المعروف بقربه ودفاعه عن الجبهة الانفصالية، بتوضيح ينسف الرواية من أساسها، مؤكدا أن الأمر لا يعدو أن يكون قراءة استشرافية لمعهد أمريكي حول احتمال رفض المقترح بنسبة 98%، دون أن يتم أي تصويت فعلي داخل الكونغرس.

ورأى الإعلامي الجزائري وليد كبير، في تدوينة على حسابه بفيسبوك، أن ما جرى يفضح مجددا "ضعف وهوان دبلوماسية تبون وشنقريحة"، التي لم تعد تملك سوى ترويج الأوهام وتحويل الانتكاسات المتتالية إلى "انتصارات وهمية".
وأضياف أن "الإعلام الجزائري الرسمي ومن تبعه من الأبواق ارتكبوا فضيحة مدوية، تعكس أزمة حقيقية في الأداء السياسي الخارجي للجزائر".

وفي مفارقة ساخرة، رد زروال نفسه على هذه "الاحتفالية الفارغة" بالقول "نحن في زمن انعدمت فيه الانتصارات، فأصبحنا نعتبر إرسال رسالة انتصارا، وإصدار بيان انتصارا، والتسدار انتصارا، والسيلفي انتصارا، لأننا ببساطة نعيش في زمن "كايدهم" وزمن انهيار"، في اعتراف صريح بحالة الارتباك والتردي داخل المعسكر الانفصالي وداعميه.

ثوابت لا تهتز
وفي خضم هذه السجالات، يواصل المغرب ترسيخ واقعه السياسي والدبلوماسي في أقاليمه الجنوبية، وسط دعم متزايد من عدد من القوى الدولية الفاعلة، ومواقف متقدمة في الاعتراف بسيادته على الصحراء، كان آخرها دعم عدد من النواب الأمريكيين لتصنيف جبهة البوليساريو ضمن الجماعات المسلحة التي تهدد الأمن الإقليمي في الساحل والصحراء.

وتتجلى المفارقة الأكبر في حجم المفارقة بين المنطق المغربي القائم على الواقعية والعمل الدبلوماسي الهادئ، والترويج الإعلامي الجزائري المهووس بإنتاج انتصارات وهمية لا أساس لها، في وقت تعيش فيه الجزائر وضعا داخليا مأزوما واحتقانا اجتماعيا متزايدا.

آخر الأخبار