إسكوبار الصحراء".. دفاع الناصيري يصعد بعد غياب رأفت: شهادتها قد تقلب الموازين

تتواصل بقسم الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، جلسات محاكمة المتهمين في ملف “إسكوبار الصحراء”، الذي يُعد من أبرز الملفات الجنائية التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة، ويضم 28 متهماً، من بينهم شخصيات بارزة في مجالات السياسة والرياضة والمال، أبرزهم عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، وسعيد الناصري، البرلماني والرئيس الأسبق لنادي الوداد الرياضي.
وعقدت المحكمة، زوال الخميس 10 يوليوز الجاري، جلسة جديدة خصصت للاستماع إلى الشهود، غير أن غياب عدد منهم حال دون المضي في ذلك، ما دفع هيئة الدفاع إلى المطالبة بتأجيل الجلسة إلى حين استدعاء جميع الشهود المتغيبين.
وسجلت الجلسة غياب عشرة شهود من أصل 14 مدعوين للإدلاء بشهاداتهم في القضية، من بينهم الفنانة المغربية لطيفة رأفت، التي تعذر على المفوض القضائي تبليغها بسبب نقص في عنوانها بمدينة الرباط، بحسب ما أكده محضر التبليغ.
كما غابت طليقة عبد النبي بعيوي، في حين برر بعض الغائبين تخلفهم بشهادات طبية.
في المقابل، حضر أربعة شهود إلى الجلسة المنعقدة بقاعة الجلسات رقم 8، من بينهم البرلماني عبد الواحد شوقي، وتوفيق زنطار، ونبيل الضيفي، وعبد المولى عتيقي، حيث تم الشروع في الاستماع إليهم بعد نقاش قانوني بين الدفاع وممثل النيابة العامة حول مدى أحقية المحكمة في مواصلة الجلسة دون استكمال جميع الشهادات.
وخلال الجلسة، أشار المحامي امبارك المسكيني، عضو هيئة دفاع المتهم سعيد الناصري، إلى أن الدفاع يتوفر على العنوان الكامل للفنانة لطيفة رأفت، الوارد في محاضر الضابطة القضائية، ملتمسًا من المحكمة إعادة استدعائها بشكل رسمي.
كما طالب بإعادة استدعاء باقي الشهود المتغيبين الذين لم يتم تبليغهم بسبب نقص في المعلومات.
ودعا الدفاع إلى تأجيل الجلسة إلى حين التوصل بكافة الشهادات، معتبرا أن الاستماع إلى بعض الشهود دون غيرهم قد يؤثر على مصداقية المحاكمة ويخل بمبدأ تكافؤ الفرص، كما حذر من احتمال تواصل الشهود الحاضرين مع المتغيبين، وهو ما من شأنه التأثير على مضمون الشهادات.
من جهتها، شددت النيابة العامة على أن تسيير الجلسة من اختصاص رئيسها حصراً، مؤكدة أن غياب بعض الشهود لا يُبرر تأجيل الجلسة أو وقف مسار المحاكمة، كما أوضحت أن المحكمة ليست ملزمة بالاستماع إلى جميع الشهود دفعة واحدة، وأن اتخاذ قرار في هذا الشأن سابق لأوانه.
وبعد الاستماع إلى مداخلات الدفاع والنيابة العامة، قررت الهيئة القضائية، التي يرأسها المستشار علي الطرشي، إعادة استدعاء الشهود المتغيبين الذين لم يتوصلوا بالاستدعاءات بسبب مشاكل في العناوين، كما أمرت بإحضار بعض الأسماء الذين ثبت توصلهم بالاستدعاء ولم يمثلوا أمام المحكمة، ضمنهم الشاهد رضوان الناصري.
وشددت المحكمة على ضرورة تقديم الدفاع لعناوين دقيقة من أجل تسهيل عملية التبليغ، وأقرت بمواصلة الاستماع للشهود الحاضرين دون تأجيل إضافي، في أفق استدعاء المتغيبين في الجلسات المقبلة.
ويُتابع الرأي العام أطوار هذه المحاكمة التي أثارت اهتمامًا إعلاميًا واسعًا، بالنظر إلى تشعب الملف وارتباطه بشبكة يشتبه في نشاطها الدولي بمجالات تهريب المخدرات وتبييض الأموال، وسط مطالب بتوسيع التحقيقات لتشمل جميع الأطراف المحتملة المتورطة في هذه القضية.
وتُعقد الجلسة المقبلة يوم 17 يوليوز، ومن المرتقب أن تُعرف تطورات جديدة، مع استدعاء الأسماء المتغيبة، ضمنها الفنانة لطيفة رأفت وشخصيات أخرى يُرجح أن تسهم شهاداتها في كشف معطيات حاسمة في مسار القضية.