احترقت هبة فالتهبت قلوب المغاربة

الكاتب : الجريدة24

07 أغسطس 2019 - 09:55
الخط :

فاس: رضا حمد الله

احترق جسد هبة، فالتهبت أفئدة كل المغاربة غضبا على تقصير في الإنقاذ تعددت تلاوينه وأوجهه بين إطفائيين عاجزين وخراطيم مياه شحيحة وجمهور متفرج وثق احتراقا علنيا لجسد طفلة صغيرة، دون أن يمد يده للإنقاذ.

فيسبوك التهب تفاعلا مع كل عضو احترق من هبة فأحرق ما تبقى من أمل منزرع في مدونين غردوا بطريقتهم تفاعلا مع حادث تناقلوه بالصوت والصورة دون اعتبار لتأثير ذلك ومخاطره الاجتماعية والأسرية خاصة لعائلة هبة المكلومة.

تناقض كبير سقط فيه الكثير من المتفاعلين مع الحادث الأليم، بهذا النشر الخادش للأخلاق وما يتوجب الأمر من احترام لمشاعر والدي هبة وعائلتها وكل مغربي ما زالت في قلبه ذرة رحمة وشفقة ورأفة بعيدا عن لغة "البوز" ووسائله.

غالبية من خاضوا في الموضوع، أحرقوا مشاعر عائلة هبة بنشرهم الفيديوهات التي زكت ظاهرة تزايدت بسعي البعض لتصوير مشاهد وأحداث يستوجب الأمر فيها التدخل والمساعدة بقدر الإستطاعة عوض الانكباب على توثيق حدث.

وبغض النظر عن هذه الملاحظة، فاحتراق هبة وصمة عار على كل من تقاعس في إنقاذ حياتها أجهزة رسمية كانت أو مواطنين أو حتى أم أنقذت الرضيع دون هبة المستنجدة بسياج حديدي طمعا في نجاة لم تتيسر بمبادرتها الشخصية وصراخها.

وباحتراق جسد هبة الصغير، توالت حلقات مسلسل سقوط أطفال ضحايا إما بنفس مصيرها أو غرقا أو ضحايا كبت جنسي كثر ضحاياه في السنوات الأخيرة فتعمقت جراح عائلات مكلومة بوطن "إحترقت فيه ٱمالهم مبكرا".

"أنت في السماء الآن يا هبة. تطلين علينا من هناك ، على الحريق الكبير الذي يلتهم هنا كل شيء، مياه المسؤولية، مياه الالتزام، مياه الإنسانية، قليلة ، قليلة جدا لا تكفي لإطفاء  حتى وردة إن كانت تحترق فكيف تطفئ الحريق  الذي يلتهم أطفالنا" هكذا نعت الدكتورة سعيدة بنكيران الإحصائية النفسية، الطفلة هبة.

وتزيد في تغريدة فيسبوكية "ارقدي بسلام يا هبة؛ فهناك لا شبابيك و لا حرائق، هناك مياه وفيرة تكفي لأن تسقي روحك بردا و سلاما، هناك يد الله الودودة التي ستحن و تحنو، يد لن تتأخر عليك إن احتجت لشيء، هناك لا هواتف و لا صور، هناك كل ما يكفي لتغيب الحرائق، فكوني هناك إلى الأبد عبيرا للحدائق".

تفاعل سعيدة لم يكن وحيدا، بل سار على نهجها مثقفون وفنانون ورياضيون وفعاليات، رسم احتراق هبة، لوحة ألم في نفوسهم، كاشفين مشاعرهم بعيدا عن الانتهازية والاستغلال البشع للصور والفيديوهات، ودون طمع في البوز طبعا.

آخر الأخبار