خبير دستوري: حكومة العثماني تنتصر لليبرالية المتوحشة

هشام رماح

قال رشيد لزرق، الخبير في القانون الدستوري والشؤون البرلمانية، إن ما يساهم في اشتداد الأزمة الاقتصادية بالمغرب، هو اعتماد حكومة سعد الدين العثماني كما سابقتها التي قادها عبد الإله ابن كيران، على مقاربة تنتصر لـ"الليبرالية المتوحشة"، وهو ما جعل الملك محمد السادس يتدخل من خلال خطاب العرش في الذكرى العشرون لتوليه الحكم، من أجل تصحيح الاختلالات الاجتماعية باستحضار البعد الاجتماعي في السياسات العمومية.

وأفاد لزرق متحدثا إلى "الجريدة 24" بأن حكومة سعد الدين العثماني وسابقتها لم يدخرا جهدا من أجل تقزيم أدوار الدولة الراعية، مع السعي الحثيث في خلاف اتجاه الديمقراطية الاجتماعية عبر تحويل مختلف الخدمات الاجتماعية الصحية منها والتعليمية على القطاع الخاص.

ويرى رشيد لزرق بأن "التقريع" الملكي المضمن في خطاب العرش وكذا التوجيهات التي أصدرها عاهل البلاد يصب في تفعيل الملكية الاجتماعية التي ترمي إلى بلورة مشروع اجتماعي يحرص على دمج القيم الأخلاقية في شتى السياسات التنموية والاقتصادية بالمملكة.

وعاب الخبير في القانون الدستوري والشؤون البرلمانية، على الحكومتين اللتان قادهما حزب العدالة والتنمية تغييبها للشق الاجتماعي في مختلف الإصلاحات الماكرو- اقتصادية التي نفذتها، بما جعلها أبعد من تستوعب حساسية الظرفية التي يمر منها المغرب في سياقين إقليمي ودولي مشوبان بالعديد من الإكراهات.

ووفق لزرق فإن حاجة المغرب إلى ديمقراطية اجتماعية تظل ملحة، مشيرا إلى أن هذا الأمر مرهون باستلهام مقوماتها من رحم المجتمع وبذل كل المساعي لتكريس قيم الحرية والعدالة والمساواة والتضامن، وهو الأمر الذي لن يتأتى ما لم يرق الوزراء في القطاعات الاجتماعية إلى مستوى من الفعالية يمكنهم من إيجاد الحلول الملائمة والسريعة لقضايا المواطنين الملحة.