فضيحة عبد الباري عطوان ينصب نفسه قاضيا لاعتقال وزراء مغاربة ومسؤولين

هشام رماح
وجد عبد الباري عطوان، نفسه ذكيا كفاية ليكذب (مع الاعتذار للرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان صاحب المقولة) فالرجل لم يجد حرجا في نشر مقال مغلوط ومغالط على موقعه "رأي اليوم" ادعى كاتبه أن السلطات القضائية بالمغرب أعدت قائمة اعتقالات مرتقبة في حق "عدد كبير من المسؤولين، ضمنهم موظفون كبار ووزراء ومسؤولون حكوميون سابقون ونواب بالبرلمان، ومدراء مؤسسات عمومية، كشفت تقارير الرقابة عن تورطهم في شبهات تتعلق بالفساد الاداري ونهب المال العام".
وإذ يندرج المقال ضمن "Fake News" التي تتناسل تواليا ضد المغرب، فإن الحقيقة الساطعة في مواجهته، تكمن في أن مؤسسة النيابة العامة في المغرب تظل محصنة ضد أي تسريبات من شأنها تقويض عجلة العدالة في أي قضية كانت فكيف إن تعلق الأمر بـ"حملة اعتقالات" مثل التي "أكدها" موقع عبد الباري عطوان، .
وكان موقع "رأي اليوم" أورد في تقرير صحافي نشره أمس الأحد، أن قائمة جرى اعدادها تضم أسماء يرتقب اعتقالها خلال حملة واسعة بعد الإجازة القضائية.. وذلك تزامنا مع الزلزال الذي ينتظر حكومة سعد الدين العثماني.
إن الحقيقة العارية هي أفضل من أجمل كذبة لباسا، وهذه العارية تفيد ها هنا بأن "رأي اليوم" انحاز إلى جهات خارجية تتربص بالمغرب الدوائر وتروج لهكذا أخبار تروم خلق البلبلة بحياكة كذبة حول المخاض السياسي الذي يعرفه المغرب ومفسرا بـ"طريقته الخاصة" رغبة الملك محمد السادس، كما عبر عن ذلك في خطاب الذكرى العشرون لعيد العرش، في تجديد دماء النخب في المملكة.
الأكيد أن ما روج له "رأي اليوم" أكذوبة وما أصبح مؤكدا أن المتربصين بالمغرب من الخارج، استطاعوا إيجاد موطيء قدم لهم في مواقع ينعت أصحابها جزافا بالمصداقية والوثوقية، من أجل تحقيق مآرب خفية عبر دس أنباء مزيفة ومسمومة لا تمت لواقع الحال في المغرب بصلة، فالبلد لم يكن محتاجا للترويج لهكذا أخبار من أجل استخلاص الشرعية والمشروعية معا كما قد يظن عبد الباري عطوان المفتون بما يجري في بعض الجمهوريات في العالم العربي.
لا شك أن للمغرب خصوصياته وكاتب المقال في "رأي اليوم" تغافل عمدا عن الخوض فيها لقطع الكذب بالحقيقة، وكما يغيب التفصيل في هكذا نبأ زائف قد يعم التضليل، ولكن حبل الكذب قصير، وهذا ما يلزم عبد الباري عطوان تصديقه ولو أنه تصدق عليه مقولة الإيرلندي الساخر برنارد شو: "ليست عقوبة الكاذب أن الناس لا يصدقونه بل إنه هو لا يستطيع أن يصدق الناس".