تطورات ميناء آسفي تستلزم تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة

عرف ميناء أسفي الجديد الذي أعطيت انطلاقة أشغاله قبل سنوات، بجهة دكالة عبدة، عدة مشاكل جعلت تسليمه يتأخر عن الموعد المحدد، ما دفع الحكومة إلى تمديد عمل وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء إلى غاية 2020 ، بعدما خصصت له 4 مليارات درهم من ميزانية الدولة.
في هذا الصدد، كشف صافي الدين البودالي ، رئيس الفرع الجهوي بمراكش آسفي للجمعية المغربية لحماية المال العام، أن عملية تشييد هذا الورش شابتها اختلالات وعيوب تقنية وهندسية من قبل الشركة التركية الفائزة بالصفقة، ما كلف خسارة 500 مليون درهم من المال العام، مضيفا أن "المشروع لم يتنتهي بعد وأموال باهضة خصصت له، نجهل كيف صرفت، في الوقت الذي تعترف فيه الحكومة بالفشل في إنهاء هذا المشروع في الأجال المحددة، ما يوحي بالتلاعب بالرأي العام وبمصداقية الدولة اتجاه التزامها بالمواثيق الدولية التي لها ارتباط بالموانئ وفق القوانين المنظمة ".
صافي الدين البودالي ذكر أن هذه التطورات تستلزم تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة استنادا إلى الخطابات الملكية الأخيرة، بدءً من الوزير اعمارة والشركات المكلفة بالبناء والمالية والتقنيين.
المتحذث ذاته تسائل في حديث ل" الجريدة 24": " كيف صرفت أربع ملايير من مال الشعب على أساس أن يكون الميناء جاهزا قبل ثلاث سنوات، وكيف تم تغيير دفتر التحملات من أجل الشركة النائلة للصفقة"، ملفتا النظر أن الشقوق التي طالت الأحجار الاسمنتية بالميناء جاءت جراء الغش والترقيع في عملية البناء، محملا مسؤولية ما وقع للميناء المذكور من مشاكل للوزير الوصي على القطاع" الوزلر لا يتوفر على كفاءة عالية تمكنه من تدبير قطاعات حيوية واستراتيجية هي روح الدولة مثل الطرق والمطارات والموانئ، وهو الأمر الذي نلمس في المشاكل المتراكمة في هذه المجالات"، مشيرا إلى أن المغرب يحتاج لكفاءات جد عالية كما جاء في الخطاب الملكي الأخير لا عن تنافس حول المناصب، وخير دليل فوز حزب المصباح ب 1000 منصب في المراكز العليا" حسب تعبيره.
الحقوقي عينه، أورد قائلاً أن الحكومة تتستر على فشلها بخصوص ميناء أسفي الذي يعد قطبا استرتيجيا بالغ الأهمية: "الحكومة لا تريد أن تكشف سبب فشل ميناء أسفي، ونحن نقول إن سوء التدبير والفساد المالي وراء هذا الفشل بسبب التواطؤ"،مستدركا أن الجمعية سبق لها وتقدمت بشكاية في الموضوع بعد وقوفها على شبهة الفساد ونهب المال العام التي عرفها هذا المشروع.