فاجعة تارودانت.. والحاجة لثقافة التعامل مع الأخطار

فاس: رضا حمد الله
ما زال تدبير المخاطر والطوارئ، بعيدا عن تحقيق التطلعات وتلافي الكوارث خاصة الطبيعية وحصيلتها الثقيلة التي ازدادت في حوادث مدوية عرفها المغرب من ٱخرها فاجعة تارودانت.
كلما وقعت كارثة يعود النقاش حول كيفية تدبير الطوارئ وتلافيها، مجددا ليأثث الجلسات دون العثور على خارطة الطريق الناجعة لتسطير الحلول عوض إنتاج الكلام.
وما زال الإنسان المغربي قبل المسؤول لا يعير اهتماما بالمخاطر ولو نبه إليها خاصة ما يتعلق بالتقلبات الجوية وما يمكن أن تتسبب فيه إبان الفيضانات والعواصف إن لم يتفاعل مع كل تنبيه.
وكشفت فاجعة ملعب تيزنيت ذلك، فرغم وجود بوادر عواصف رعدية وأمطار عاصفية، فلا أحد نبه أو انتبه لمخاطر يمكن أن تحدث في كل لحظة وحين، رغم معاينة كثافة الغيوم أثناء لعب الكرة.
الجميع كان يتابع الكرة ومتفاعل مع كل هجوم أو تصدي والبعض كان يردد نشيد الرجاء " فبلادي ظلموني" التي انطبقت بعض كلماتها على ما وقع لاحقا وخلف حصيلة ثقيلة جديدة من الغرقى والمفقودين.
كان واجبا منع إجراء المباراة تفاعلا مع التقلبات المناخية لتلافي الكارثة التي كان يمكن تحاشيها لو أن من أمر وبنى الملعب بذلك المكان، مفروض أنن يساءل كما من قام بالدراسات لأنه لا يعقل بناء منشفة مماثلة على جنبات وادي "شحال ما طال يرجع لمجراه".
لم تكن فاجعة تارودانت وحدها التي كشفت غياب أي تصور لتدبير والتعامل مع الطوارئ، بل سبقته حالات أخرى ٱخرها الرواسب المتدفقة التي غطت حافلة للنقل المزدوج وما خلفته من ضحايا كثيرون وغصة في قلوب كل المغاربة وذويهم.
وفي ذلك إشارة لما يجب فعله مستقبلا في التعامل مع غضب الطبيعة وكل كارثة محتملة يجب أن نتااشاه بالحسيس والتوعية أولا واتخاذ الاحتياطات اللازمة ليس فقط من طرف المسؤول بل حتى المواطن الذي يجب أن يجنب نفسه ويتلافى كل الاحتمالات.
مسؤولية المسؤول مشتركة مع المواطن العادي والبسيط الذي يجب أن يتفاعل مع كل نشرة جوية إنذارية ويتلافى الوجود بالأماكن المهددة، مع أن توفير وسائل الإنقاذ والتدخل واجبة بالكمية والسرعة اللازمة لإنجاح كل تدخل.