حزب الوردة على صفيح ساخن بعد التعديل الحكومي

هشام رماح
بلغ الاحتقان مداه في نفوس أغلب الاتحادييين وقد عاينوا "صرح" حزب عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي يتهاوى ويصبح أثرا بعد عين تحت ضربات "الرفاق" قبل الخصوم، كما أفاد مصدر اتحادي تحدث مع "الجريدة 24" محيلا على أن حزب "الوردة" خر صريعا بعد توالي ضربات كان آخرها الرضا بنصيب غير مشرف في حكومة الـ"ميزاجور".
ويتشاطر اتحاديون الرأي حول مأساوية مآل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تحت قيادة إدريس لشكر، الكاتب الأول، ورفيقه في مسلسل التفاوض الحبيب المالكي رئيس الغرفة الأولى بالمؤسسة التشريعية، إذ يعم الاستياء جراء حصيلة المفاوضات التي أجهضت أحلام الاتحاديين في تدبير واحدة من الوزارات المحسوب على القطاعات الاجتماعية نظير وزارة الصحة أو التربية الوطنية أو التشغيل أو التجهيز وغيرها...
وأفادت مصادر اتحادية لـ"الجريدة 24" بأن إدريس لشكر والحبيب المالكي وخلال مسلسل المفاوضات ضربا صفحا عن الكلام ولم يسرا للمحيطين بهما بتفاصيلها، وقد اكتفيا في المقابل ببعث رسائل وإشارات "مطمئنة" إزاء ما كانا يخوضانه خلال لقاءاتهما مع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، مضيفة أن "ما تمخض عن المفاوضات جعل أغلب الاتحاديين يستشعرون الغبن داخل إطار سياسي فعل فيه إدريس لشكر ورفيقه الحبيب المالكي ما لم يستطعه خصومه ليجعلا منه حزبا "منبطحا" وبامتياز".
ويقترن الانبطاح الذي يراه الاتحاديون الغاضبون في القبول بمهمة وزارية لا تسمن ولا تغني، بقدر ما ترتبط بتدبير الشؤون الإدارية والموارد البشرية في وزارة أصبحت في حل تام من التقرير أو حتى المساهمة في السياسة الجنائية بالمغرب، بكون حزب "الوردة" فشل حتى في اقتراح اسم جديد للاستوزار وركن إلى تغيير للمواقع بعد الدفع بمحمد بنعبد القادر، أستاذ الفلسفة في سلك التعليم الثانوي، المثخن بفضيحة الاستفادة من السكن الوظيفي، والذي يجر خلفه غضب المغاربة من "الساعة الجديدة" ليكون وزيرا للعدل.
واللافت، أن حزب الاتحاد الاشتراكي لم يجد بدا من القبول بتعيين محمد بنعبد القادر في منصب وزير العدل، راضيا بحقيبة واحدة دون حقيبتين وزاريتين وعد بهما، انسجاما وما سبق وتعهد به العثماني لقيادات الأحزاب المشكلة للحكومة بكون كل من هذه الأحزاب سيتخلى عن ثلث الحقائب الوزارية الموكولة إليه، وهو ما جعل الغضب يستبد بأغلب الاتحاديين الذي أصبحوا يغبطون "رفاق" التقدم والاشتراكية في ضفة اليسار الذين آثروا القفز من الحكومة المعدلة.
وقالت المصادر الاتحادية، إن رحم الاتحاد ولادة لكن في عهد لشكر أضحت تبدو وكأنها عاقر لم تلد غير محمد بنعبد القادر، لكن العجب يبطل حين يعرف السبب، فالرجل الذي أخفق في إصلاح الإدارة يستظل تحت مظلته حسن لشكر، نجل الكاتب الأول لـ"USFP" الذي بدوره غير مكتبه من بناية الوزارة المنتدبة المكلفة بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية في النسخة الحكومية السابقة، إلى مكتب آخر في بناية وزارة العدل في حكومة الـ"ميزاجور".