لشكر يسخر كتائب "فايسبوكية" لمهاجمة معارضيه داخل الوردة

هشام رماح
مياه كثيرة تجري تحت جسر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعدما جر إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب والحبيب المالكي، عليهما غضب "الرفاق" بصفتهما من فاوضا سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة خلال التحضير لتعديل الحكومة وعادا بحقيبة "لا تسمن ولا تغني من جوع" تمثلت في وزارة العدل.
ويعم الاحتقان البيت الداخلي لحزب عبد الرحيم بوعبيد، إذ ترى قيادات اتحادية أن إدريس لشكر ، قص جناح الحزب وجعلا منه "قزما" بما يلزمهما بتقديم الحساب وكشف تفاصيل المفاوضات أمام برلمان الحزب غير أن لشكر احتمى بالصمت والتلكؤ لمواجهة هذه القيادات.
ووفق مصادر "الجريدة 24" فإن ما يؤاخذ على إدريس لشكر أنه قص مخالب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وجعله إطار سياسيا ثانويا "حضوره مثل عدمه"، لكن الاستغراب يستبد بالرفاق حول الإصرار الذي أبداه لشكر في البقاء في حكومة لا دور للحزب فيها سوى تدبير الشؤون الإدارية لوزارة العدل.
ورفض إدريس لشكر، مرارا "المثول" أمام أعضاء المكتب السياسي لحزب "الوردة" وكذا الكشف عن الحيثيات المتعلقة بعملية التفاوض في الحكومة المعدلة، وكيف أن الحزب قبل بتحمل حقيبة وزارة العدل وتخويلها إلى محمد بن عبد القادر، الذي لم يبصم على مسار يثبت أو ينتصر للكفاءة في النسخة الحكومية السابقة التي تحمل فيها مسؤولية وزارة الوظيفة العمومية وإصلاح الإدارة.
في المقابل، وفيما جمد لشكر أعمال المكتب السياسي، فإنه حدد لائحة بالقيادات التي تعاديه داخل الحزب، كما أفادت بذلك مصادر موثوقة محيلة على أن الرجل انبرى إلى شن حرب افتراضية ضد مناوئيه، وقد سخر كتائبا "فايسبوكية" تتخصص في مهاجمة هذه القيادات ونشر غسيلها في مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة منه التغطية على الكاتب الأول للحزب وتحويل دفة النقاش الداخلي بين "الرفاق".
وحسب المصادر فإن إدريس لشكر، يتحايل على الاتحاديين، وقد صد جميع الأبواب في وجوههم لمناقشة الحصيلة السياسية، محيلة على أنه عندما تضيق عليه الدوائر يحتمي بـ"غطاء" عبد الرحمان اليوسفي، ويحشد "حوارييه" لزيارة الزعيم الاتحادي لا لشيء سوى لذر الرماد في العيون والظهور بمظهر يكتسي فيه "الشرعية الحزبية".. ثم يواصل سياسته الإقصائية والهجومية في نفس الآن ضد معارضيه، كما أردفت المصادر.