التيفو... رسائل مشفرة من الملاعب الرياضية

الكاتب : الجريدة24

25 نوفمبر 2019 - 09:45
الخط :

فاس: رضا حمد الله

أعاد تيفو "الغرفة 101" التي رفعها جمهور الرجاء البيضاوي أول أمس (السبت) في الديربي البيضاوي مع الوداد برسم ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية البطلة، إلى النقاش استغلال الجماهير لهذا الشكل الاحتفالي لتمرير رسائل مشفرة قد يساء فهمها أحيانا.

تأويل هذا التيفو ووضعه في سياقه، فرق قارئيه بين فرق مختلفة كل واحدة استغلته بالشكل الذي يحلو لها أو تريد، في انتظار توضيح من جماهير الفريق الذين ليست المرة الأولى التي يبدعون فيها كما جمهور الوداد، بشكل حول المدرجات إلى لوحة فاتنة أبهرت الجميع.

"الغرفة 101" رواية أبدعها جورج اويل قبل 35 سنة وأحياها جمهور الرجاء المتأهل إلى ربع النهائي في مباراة مثيرة، ورمز فيها إلى غرفة عذب فيها سميث وينستن بطل روايته الذي تعرض إلى شتى أنواع التعذيب إلى درجة قبوله بكل إجراء بديل إلا الزج به فيها.

في هذه الورقة لا تهم ظروف الرواية ولا استحضار فصولها، إنما تطمح لمعرفة سبب إحياء العنوان في احتفال رياضي بديع، أعاد إلى الأذهان الشهرة التي اكتسبتها الجماهير الرجاوية بعد أدائهم أغنية "فبلادي ظلموني" التي تجاوزت شهرتها الحدود المغربية والعربية.

لماذا إذن "الغرفة 101"؟. سؤال مشروع اختلف المجيبون عنهم باختلاف مرجعياتهم. فمنهم من رأى فيه رمزا لمباراة رياضية يخاف كل فريق من المتنافسين من زنزانة الهزيمة. وآخرون فسروها سياسيا بالإشارة إلى ان الغرفة دليل واقع مغلق لا ينفتح ولا ينفرج على أمل.

أما آخرون فقرئوها بطريقة مختلفة، رابطين بين الغرفة والزنازين التي يقضي فيها معتقلون سياسيون عقوبات سالبة لحريتهم وبينهم معتقلي حراك الريف، وذاك ما كشفت عنه تدوينات فيسبوكية حاولت تحوير احتفال رياضي وصبغه بألوان سياسية معينة.

ومهما يكن تفسير جماهير الرجاء لسر اختيارهم "الغرفة 101" وما رمزوا به، فإن توجيه رسائل مشفرة في "تيفوات" احتفالية أضحى موضة جديدة اكتسحت الملاعب الرياضية خاصة تلك لكرة القدم، بشكل حولها إلى فضاءات للاحتجاج بعد خفوت الشوارع من وقفاته.

آخر الأخبار