تبون ومن معه.. رهان مرشحي رئاسيات الجزائر على عداء المغرب لكسب رضا العسكر

الكاتب : الجريدة24

25 نوفمبر 2019 - 11:40
الخط :

هشام رماح

جاهدا يحاول عبد المجيد تبون، المرشح لرئاسيات الجزائر المرتقبة في 12 دجنبر المقبل، إلى دغدغة مشاعر الجزائريين عبر اللعب بورقة "العدو المغربي"، وقد قال خلال تصريح له، أمس الأحد، في منتدى "الحوار" بالجزائر، إن فتح الحدود بين البلدين مرهون بتقديم المملكة لاعتذار رسمي نظير ما حل بالجزائريين المقيمين في المغرب بعد تفجيرات آسني في 1994.

واغتنم تبون، رئيس الوزراء الجزائري الأسبق في عهد عبد العزيز بوتفليقة، ومرشح "العسكر" لدخول قصر "المرادية" فرصة سؤاله حول مصير الحدود المغلقة بين بلاده والمغرب ليغير من نبرته ويبدو كرجل "صارم، بتار" يقارع المغرب وينتصر لكرامة الجزائريين مقدما مبررات واهية رمى من خلالها باللوم على المغرب الذي إنما منع بقراره السيادي في تسعينيات القرن الماضي، تصدير النظام الجزائري لتداعيات "العشرية السوداء" إلى تراب المملكة.

ويبدو أن ذاكرة مرشح "العسكر" أضعف من ذاكرة السمكة، وقد تجاهل ما حل بـ45 ألف اسرة مغربية حينما نال منها نظام هواري بومدين الرئيس الجزائري الهالك، وعمد قسرا إلى ترحيلها وتهجيرها من الجزائر متسببا في شتات وفرقة بين الإخوة، لا لشيء سوى لأن لظفر المغرب بأقاليمه الصحراوية بسبب المسيرة الخضراء التي نظمها المغاربة سلميا ضد المستعمر الإسباني.

ونسي تبون أو تناسى، كيف أمعن النظام العسكري المهيمن في الجزائر في إهانة كرامة المغاربة المطرودين تعسفا، خلال شهر دجنبر 1975 البارد، والذين لم يجد بلدهم الأم بدا من إيوائهم في مئات الخيام التي نُصبت حينها وسط الساحات الكبرى لعروس الشرق وجدة،في مخيمات حملت أسماء "لا فوار" و"روك 1" و"روك 2"، قبل أن تعمد الدولة إلى ترحيل الأسر إلى  مختلف المدن المغربية.

ورغم أن ذاكرة التاريخ فولاذية فإن المغرب ضرب صفحا عن زلات الماضي التي اقترفها الأشقاء الأعداء وبسط يده ممدودة إلى النظام الجزائري القائم على الحديد والنار غير أن الأخير لا يجد مقوماته وأسباب كينونته إلا في خلق عدو وهمي يتجسد وجوبا في المغرب، وهي الاستراتيجية التي يتبعها عبد المجيد تبون بحذافيرها.

وإذ جرى اختيار خمسة مرشحين لخوض رئاسيات الجزائر، فإن المؤسسة العسكرية المساكة بزمام الأمور في الجارة الشرقية، حرصت على أن يتحلق هؤلاء المرشحون على "عملة" مناصبة العداء للمغرب، كشرط لازم لدخول "المرادية" ولهم أن يختلفوا فيما دون ذلك.

وفيما ينتظر المغاربة تجاوبا إيجابيا مع سياسة اليد الممدودة التي يتبناها الملك محمد السادس مع ساسة الجزائر، فإن تصريحات المرشحين تنم عن جهل بالتحولات الإقليمية والجيو استراتيجية التي تعرفها المنطقة المغاربية والتي ترهن تقدمها بتضافر جهود البلدان الشقيقة وإفراغ كأس الخلاف، فمنافسه عبد القادر بن قرينة، اتهم المغرب بالاتجار بشكل رسمي بالمخدرات وعز الدين مهيوبي، الذي دافع عن انفصاليي "بوليساريو" وشبه قضية الصحراء بالقضية الفلسطينية وهلم جرا.. إنها نماذج ممن سيحكم الجزائر غدا.. لكن من يحكم صوت العقل؟؟.. لا أحد.. فالعسكر هناك يتحكم في كل شيء.

آخر الأخبار