فاس: رضا حمد الله
خلفت وفاة جواد بنجلون التويمي، محامي عائلة ٱيت الجيد، صدمة كبيرة لزملائه وأصدقائه الذين لم يصدقوا وفاته وظروفها، ما ظهر جليا في جنازته أمس الثلاثاء، حيث بدا الجميع مشدوها باكيا لفقدانه المفاجئ، أثناء الصلاة عليه بمسجد القدس أو في مقبرة القبب بباب الفتوح وفي الطريق إليها.
زملاء بنجلون في هيئة المحامين والاتحاد الاشتراكي الذي تولى فيه مسؤوليات متعددة، وقضاة وأصدقائه، لم يتمالكوا دموعهم وهم يوارون جثمانه بالمقبرة، خاصة خلال الكلمة التأبينية لرحيله التي ألقاها أمام قبره الكاتب الجهوي للحزب بعبارات مؤثرة تفاعل معها البعض بالدموع تعبيرا عن حبه المتأصل في قلوبهم.
وداع جواد المعروف بأخلاقه العالية وحسن تعامله مع الناس، كان مؤثرا في الجميع منذ انتشر خبر وفاته ليلا وطيلة الساعات التي أعقبت ذلك وخلال دفنه، بل حتى قرب مستودع الأموات بمستشفى الغساني حيث أخضعت جثته من طرف لجنة طبية ثلاثية، لتحديد أسباب وفاته بناء على أوامر الوكيل العام.
التشريح انصب حول أسباب الوفاة وتوقيته ومصدر جرح صغير في رأسه وٱخر في رجله، اتضح أنهما ناتجين عن سقوطه أثناء خروجه من الحمام بعد استحمامه المثبت بلباسه الذي وجد عليه لحظة حضور زوجته وخالها وكذا عناصر الأمن التي قامت بالإجراءات اللازمة ليلة أول أمس قبل نقل الجثة لمستودع الأموات حيث رابط زملاءه في انتظار تسلم الجثة لدفنها.
تفاصيل دقيقة سبقت العثور على جثة المحامي منسق دفاع عائلة ٱيت الجيد، بينها عدم حضوره إلى المحاكم حيث كان منتظرا أن يحضر في البت في ملفات مدرجة أمام المحاكم أو في مرحلة التحقيق، دون أن يشك أحد في أسباب غيابه. لكن عدم رده على مكالمات زملائه أدخل الشك إليه.
ومن ذلك اتصالات النقيب لتذكيره بموعد اجتماع لنقابة هيئة المحامين التي يعتبر عضوا فيها، بدء من السادسة مساء، بعد ساعتين من اتصال زوجته المحامية بمكناس، به دون أن يرد على غير عادته على مكالماتها وكل المكالمات الواردة على هاتفها الشخصي، ما جعلها تشك في الأمر قبل أن تطلب من خالها مرافقتها إلى منزله بفاس للاطمئنان عليه ومعرفة سبب عدم تواصله معها ومع زملائه.
نحو التاسعة ليلا حضرت الزوجة وخالها إلى منزل الأسرة بميموزا بمقاطعة أكدال، حيث فوجئت لإغلاقه من الداخل، قبل دخوله من باب فرعية، ليفاجئا به جثة هامدة بحمام المنزل قبل إخبار المصالح الأمنية التي حضرت إلى عين المكان لاتخاذ المتعين قانونا.