"الجريدة 24" تعيد ترتيب تفاصيل و"كرونولوجيا" جريمة العرائش المروعة

الكاتب : الجريدة24

27 نوفمبر 2019 - 12:30
الخط :

 هشام رماح

كان برعما يشق طريقه نحو الأعلى.. لكن أيادي الشر اقتلعته من جذوره، هكذا تتلخص حياة محمد علي خريشف، الذي لم يهنأ باستكمال سبعة أعوام من عمره، ليتم قتله والتنكيل بجثته، في مدينة العرائش، والجناة ليسوا غير والده حسن خريشف وفردوس الخطوطي.

مأساة محمد علي

بداية الحكاية التي تدمي القلب تعود إلى سنوات بعدما وجد محمد علي نفسه ابنا لطليقين هما والدته نادية العوزي ووالده حسن خريشف، وقد ثبت حضانته لوالدته التي تقطن بحي الناباص في العرائش، وبعد مدة قصيرة على الفراق، آثر حسن خريشف الارتباط مرة أخرى بفردوس الخطوطي، المتحدرة من الناظور، وقد اختارا فيما بعد السكن بجوار مسكن جدة الطفل محمد علي حيث يقطن رفقة والدته.

مرت الأيام ولهت بالطفل محمد علي الذي كان يوفق بين العيش مع والدته البيولوجية ووالده وزوجته الثانية، لكن يوم السبت الماضي (23 نونبر 2019) كان الأخير في حياة محمد علي، الذي وجد والده حسن في انتظاره خارج مدرسته الابتدائية الشريف الإدريسي حوالي الساعة 11:15 صباحا، ثم شوهد بعدها بمعية زوجة والده قبل أن تنقطع أخباره ويُعلن مختفيا.

تنكيل وتمثيل

بمجرد ما فطنت الأم نادية العوزي عمدت إلى إخطار الوالد حسن أبدى تخوفا زائفا حول اختفاء ابنه وراح يوهمها وجيرانه أنه مفجوع لهكذا اختفاء رغم أنه سبق وأجهز رفقة زوجته العاقر على فلذة كبده قبل أن يقطعاها إلى أشلاء وقد تخلصا منها في مطرح للنفايات في حي "المنارة" بالعرائش، بينما احتفظا برأسه ويديه في ثلاجة المنزل في انتظار فرصة مواتية للتخلص منهم.

اللافت، أن والد الطفل حسن خريشف، عمم شريط فيديو صور يوم الاثنين الماضي، (يومان بعد تنفيذه الجريمة) أبدى من خلاله حزنه على اختفاء ابنه غير أن الممتبع للفيديو يلحظ كيف أن الأب لم يكن على طبيعته وأنه تحاشى النظر إلى الكاميرا بطريقة تكشف أنه كان يخفي أفظع مما كان يبديه.

نفس الأمر قامت به فردوس الخطوطي، زوجته التي نشرت تدوينة على حسابها في "فايسبوك" جاء فيه "اختفاء محمد علي خريشف، ابن زوجي حسن خريشف منذ الأمس وليس لدينا أي معلومات عنه لحد الآن المرجو ممن لديه اية معلومة أن يتصل بوالده على الرقم التالي: 06.......".

لكن الشكوك حامت حولها كثيرا بعدما لجأت والدة محمد علي إلى تاجر توابل (عطار) في الحي من أجل الحصول على تسجيلات كاميرا مراقبة ينصبها أمام محله لينكشف أن الطفل محمد علي شوهد ىخر مرة يوم السبت رفقة زوجة والده، وحينها خرجت زوجة الأب عن طورها وقد احتجت على العطار وارتبكت بعدما عرفت أن يد العدالة أقرب إليها.

دوافع انتقامية

مصادر موثوقة تحدثت مع "الجريدة 24" أفادت بأن تصريحات زوجة الأب لدى الضابطة القضائية تضمنت اعترافات بقتلها وزوجها للطفل محمد علي، محيلة على أنهما قتلا الطفل بشكل غير متعمد بعدما أحدث فوضى في المنزل بسبب شقاوته، وأن خوفها من العقاب جعلها وزوجها الذي يعمل سائق "تريبورتور" على تقطيع الجثة والتخلص من بعض أطرافها، بينما جرى الاحتفاظ برأسه ويديه لتحين فرصة مناسبة للتخلص منهم.

في المقابل، رجحت مصادر من حي الناباص أن قتل محمد علي كان بدوافع انتقامية من والدته نادية العوزي وأمها وخال الطفل بعدما آلت إليهم حضانة الطفل، مشيرة إلى أن عملية القتل يبدو وكأنه جرى التخطيط لها بدم بارد قبل أن ينفذ الزوجان جريمتهما الشنعاء.

آخر الأخبار