أكادير..قصة أسر أطفالها "بدون هوية"

الكاتب : الجريدة24

27 نوفمبر 2019 - 06:00
الخط :

أمينة المستاري

داخل خيمة صغيرة نصبت بحي شعبي بالقليعة، عشية أمس الثلاثاء، توافدت بعض النساء لطلب تسجيل أطفالهن الغير مسجلين في الحالة المدنية، ومنحهم "هوية وحقوقا" حرموا منها لأسباب عدة، بعد أن عجزن عن استخراج عقود وشواه،د إما لكونهن أمهات عازبات، أو تزوجن بالفاتحة، أو بعد مسقط رأس أزواجهن مما حال دون الانتقال إليه لجلب الوثائق.

على مقعد بسيط، جلست سعاد بلار، رئيسة فرع المنظمة المغربية لحماية الطفولة، هي سيدة أخذت على عاتقها مهمة السعي "بالخير" وتمكين العشرات من الأسر كل سنة من الحصول على الوثائق الرسمية لأطفالهن ومنح ابتسامة على محيا أطفال حرموا من الدراسة لغياب وثيقة رسمية وهوية ، كما هو الحال لنزار، طفل لم تستطع والدته ضمان أوراق ثبوتية لتمكينه من الالتحاق بمقد دراسي على غرار أبناء الحي، لكن حديث سعاد بلار رسم ابتسامة بريئة على وجه الطفل ووالدته بعد أن وعدته بدخوله المدرسة بعد أيام في انتظار إنجاز وثائق بأسرع وقت.

حالات عديدة استقبلتها المنظمة في الساعات الأولى من انطلاق الحملة، وبلغ عدد الأسر التي تم الاستماع إليها في اليوم الأول  83 أسرة وتم تسجيل 49 طفلا، لكل حالة ظروفها وقصتها، تختلف من أسرة لأخرى، رغم أن الملاحظ استمرار حالات الخجل والخوف من البوح بمشاكل الأمهات خاصة العازبات منهن، وهوما يمنع أخريات من التصريح بمعاناتهن، بدءا من هجرانهن من طرف رفيق أو خطيب توفي قبل توثيق عقد الزواج...وتتفاقم مع بلوغ أطفالهن سن التمدرس أو فرص العمل للبالغين منهن الذين لا يتوفرون على "هوية".

إحدى الحالات شاب في العشرين من عمره، افترق والداه وكفله وأخوه وأخته الجدان، وبعد وفاتهما وجد الشاب وأخوه البالغ 19 سنة وأختهما ذات 11 سنة أنفسهم بدون هوية أو أوراق رسمية، لم يتمكنوا من التمدرس ووجد الأخوان أنفسهما دون ماض وأمام مستقبل مجهول، لكن ما يحز في نفس الشاب أخته الصغيرة ومستقبلها، مما دفعه إلى طلب تسجيله للحصول على أوراق رسمية له ولأخوته.

سيدة أخرى تقدمت بخجل وجلست على المقعد المقابل لسعاد، دنت منها وحكت بصوت خافت قصتها، فهي أم لطفل أنجبته أثناء الخطوبة لكن بعد مدة توفي الأب قبل إنجاز الحالة المدنية وإثبات نسبه، فكفله جده لكن دون أن تقوم الأم بتسجيله.

حالات عديدة تستقبلها سعاد كل سنة، وهذه السنة هي الفرصة الرابعة التي تمنح للأسر الراغبة في تسجيل أبنائها في الحالة المدنية،  ولن تقتصر الحملة على حي فقط فهي تستهدف 11 مدرسة ابتدائية والسواحل والأسواق بالدواوير لتمكين أكبر عدد من الأطفال من الحصول على هوية تدمجهم في المجتمع بشكل عادي والتمتع بحقوقهم من ولادتهم إلى مماتهم.

عن ظاهرة ارتفاع حالات الأطفال الغير مسجلين بالقليعة، تؤكد سعاد أن طبيعة المنطقة وتوافد العاملات الزراعيات على الضيعات، تقع بعضهن في المحظور، وقد تثمر عن أطفالا، لكن الخوف يقف حائلا دون توجه الأم العازبة إلى بيتها، تقول سعاد :" ماتقدرش الفتاة تمشي عند العائلة وتقولهم أنا ولدت بغيت عقد ازدياد.."،  وحتى تدعمهم نفسيا تقوم بوضع عقد ازدياد الطفل وبعض الأوراق الخاصة به، بعد تغليفها، داخل غلاف للحالة المدنية للإدلاء به عند الحاجة وعلى "عين" زميلاتها دفعا للحرج.

  كما استقبلت سعاد حالات لأزواج لم يوثقوا زواجهم بعد مدة، إما لخوف من الإدارة والقضاء، أو بسبب بعد مسقط الرأس خاصة المزدادين في المناطق البعيدة...".

وتأمل سعاد بلار أن يتم تسهيل عمليات تسجيل الأطفال حسب مكان الولادة أو مكان الإقامة، ونصحت الأمهات "يزعموا" خاصة وأن الحملة مجانية والمنظمة مستعدة للتكفل بجمع الوثائق الضرورية في حالة انشغال المعني بالأمر، علما أن كل المصالح تمد يد المساعدة لهذا الهدف.

آخر الأخبار