رئيسة جمعية: "كنطاكي السرطان ودايراه مور ظهري"

الكاتب : الجريدة24

12 ديسمبر 2019 - 11:40
الخط :

أمينة المستاري

ارتفعت دعوات "محاربات" لمرض الخبيث ورفضهن فكرة الانصياع لفكرة "اليأس" التي قد تنتاب العديد منهن بمجرد سماع خبر الإصابة، واخترن إطلاق حملة رقمية بمجموعة المناطق بالمغرب، لم تستثنى منها مدن الجنوب، في ظل المعاناة الكبيرة التي يتكبدها المريض للوصول إلى المستشفى، وتوفير مصاريف العلاج والإقامة بعيدا عن مسكنه وأسرته...

مقاومة خرجت من رحم المعاناة، عبرت عنها "فاطنة فؤادي" رئيسة جمعية رئيسة جمعية الأمل لمرضى السرطان ومريضة بالمرض الخبيث الذي أفقدها أحد ثدييها، وعاد بعد 17 سنة لتجد فاطنة نفسها مصابة في الثدي الآخر، ما جعلها تقرر وبعزم "طاكي" المرض وتقاومه بطريقتها.

عن فترة المرض تلخص فاطنة المتحدرة من سوس والقاطنة بورازات، معاناة الكثيرين، خاصة وهي تعايش يوميا حالات كثيرة لمرضى يتوافدون من دواوير نائية وأحياء مهمشة، يعيشون شظف العيش، فلا يجدون أمامهم سوى خيارين: إما بيع أملاكهم ومواشيهم لدفع مصاريف التنقل غالبا إلى مراكش، أو الاستكانة والإحساس باليأس وتقبل قرب موتهم.

تجربة فاطنة ورغم أنها تختلف عن الكثيرين لقناعتها بمحاربة ومقاومة المرض، إلا أنها تتشابه في ظروف العلاج مع جميع المرضى، تحكي عن تلك الفترة من المرض قائلة:" اكتشفت المرض سنة 2002، كنت أما لطفلين صغيرين، وعند زيارتي الطبيب بعد أن لاحظت ورم صغير في الثدي، صدمت أول الأمر بالخبر، لكني قررت إجراء العملية على الفور وعدم الانتظار  والبقاء في الرباط حوالي 5 أشهر، مما ترك علامات تعجب لدى الطبيبة المعالجة وجعلها تقف من مكانها وترفع "بوجور" لشجاعتي وقبولي في الحين. وفعلا أجربت العملية وتابعت العلاج وعدت إلى منزلي يساندني في محنتي زوجي إلى أن تماثلت للشفاء".

رغم أن فاطنة عاودها المرض إلا أن نبرة متفائلة وابتسامة لا تكاد تفارقها: " أنا ديرت المرض مور ظهري، كنطاكيه، يعني ما كنفكرش فيه، وبحيث أنني ما قريتش كندير دابا محاربة الأمية وكنقرا الفرنسية أيضا، كندير الصباغة...ورئيسة جمعية الأمل، هدفنا الرفع من معنويات المرضى المحطمين نفسيا ونقوم بتدبير بعض مصاريف التنقل..."

وتؤكد فاطنة أن تأمين مصاريف العلاج تعتبر إحدى أسباب تراجع الكثيرين بورزازات وضواحيها عن العلاج واستسلامهم لليأس، رغم إعانات بعض المحسنين من أجل التنقل وشراء الأدوية، إلا أنها لا تكفي ضمان مصاريف إقامة المرضى خلال حصص العلاج خاصة بالأشعة التحاليل الضرورية مما يجلهم يبيتون أمام المستشفيات...ونقوم بالتنسيق أحيانا مع إحدى الجمعيات بمراكش من أجل فك مشكل مريض".

الحل الذي وجدته فاطنة وأعضاء الجمعية القيام بحملات تحسيسية بالدواوير، لاسيما زيارات أسمتها ب"من دار لدار"، حيث تقوم الجمعية بالتنقل لمنزل مريض مصاب بالسرطان، وتقوم بتحسيس أسرته بكيفية التعامل معه والرفع من معنوياته لتقبل مرضه ومساندته في فترة العلاج : " أظن أن مساندة العائلة شيء مهم جدا للمريض، والمنطقة هنا تعرف ارتفاع نسبة الإصابة في الوقت الذي يعاني الكثيرون من الفقر وتعيش أسر مآسي، لذلك اخترنا أن نقوم بحملة تحسيسية للوقاية ونتنقل إلى الأحياء والبوادي من أجل ذلك".

انطلاقا من معاناتها وتجربتها، تطالب فاطنة فؤادي الحكومة بتوفير مركز للأنكولوجيا في ورزازات لتقريب العلاج من المواطنين والتخفيف من معاناتاهم خاصة بالنسبة لساكنة الدواوير النائية والمناطق الجبلية التي تعاني من صعوبات في التنقل للولوج إلى المؤسسات الصحية للعلاج، وبتوفير التغطية الصحية لكافة المواطنين، وإيجاد حلول لعجز نظام الرميد في تحمل كافة تكاليف العلاج .

آخر الأخبار