كريم التازي.. ملياردير إقطاعي في "ريشبوند" بلبوس اشتراكي أمام العلن

هشام رماح
كريم التازي.. ملياردير بوجهان لعملة واحدة.. إقطاعي واشتراكي.. وقد وجد نفسه ضمن لائحة "اللجنة الاستشارية الخاصة بالنموذج التنموي الجديد التي تضم إلى جانبه أعضاء يمثلون خبرات متنوعة جمعت الاقتصاد والأنثروبولوجيا والطب والقانون والمقاولات، لكن تاريخه "أسود" داخل شركة "ريشبوند" التي يرأسها وتلتهم بمعية "دولي دول" 80 % من سوق الأسرة في المغرب.
وبالعودة إلى حكاية كريم التازي مع العمال والمستخدمين داخل "ريشبوند" فإنها لا تبعث على التفاؤل البتة، فالرجل الذي ظل يعطي دروسا هنا وهناك متلبسا بـ"مواقف جريئة"، يرفض رفضا قاطعا تمكين عماله من تشكيل "مكتب نقابي" داخل "ريشبوند" حتى أنه ضحى بسبعة من العمال الذي قادوا "حراكا" داخلة الشركة لأجل هذا الغرض لكن القضاء أنصف العمال في وجه الملياردير.
ووفق مصادر "الجريدة 24" فإن الـ"حراك العمالي" الذي طبع قبل أشهر "ريشبوند" انتهى بعد مناورات من لدن كريم التازي وإقراره زيادة بلغت 65 سنيتما عن كل ساعة عمل، إذ فيما كان العمال يتقاضون مبلغ 11 درهما عن كل ساعة عمل أصبحوا الآن يتقاضون بعد الزيادة المقررة لفائدتهم 11.65 درهما عن كل ساعة عمل.. إنه "الطنز بعينه" كما أردفت المصادر التي تعمل داخل شركة "ريشبوند".
نفس المصادر أحالت على أن القيمة المخولة يوميا لعمال "ريشبوند" نظير ما يصطلح عليه داخل التجمعات العمالية بـ"القفة" (Le Panier) لا تتعدى 4 دراهم يوميا وهو ما يقل بكثير عما تصرفه الشركات لعمالها والتي لا تقل عادة عن 10 دراهم، فضلا على أن كريم التازي لا يصرف سوى مبلغ 1000 درهما لكل عامل كـ"بريم" يعتبر راتبا للشهر الـ13 المتعارف عليه بين الشركات من أجل تحفيز العمال ومجازاتهم نظير مردوديتهم.
إنها بعض من تفاصيل الحياة الخفية لكريم التازي، الملياردير الإقطاعي الذي يرتدي لبوس "الاشتراكية" والذي يعيب عليه المقربون منه عدم ترتيب بيته الداخلي وتعنته في وجه العمال الذين يكدون داخل "ريشبوند" وسعيه لإعطاء صورة مغايرة عن حقيقته كما كان الشأن حين قام برحلتين عبر المحيط أولهما كانت سنة 2000 والثانية في عام 2010، وهي الرحلة التي قام بها على متن مركب شراعيّ انطلق به من المحمدية إلى "المارتينيك"، في الساحل الأمريكي البعيد، للتحسيس بضرورة توفير الغذاء للمُحتاجين من أجل محاربة الإقصاء والتهميش!!