الإسلاميون القوة الناعمة التي يوظفها الأتراك لبسط هيمنتهم على المغرب

فاس: رضا حمد الله
يغازل الإسلاميون المغاربة، النظام التركي بطرق مختلفة لم تقتصر على التمجيد بإنجازاته "الباهرة" خاصة منذ تولي رجب الطيب أردوغان رئاسة تركيا، بل بالمشاركة في تظاهرات تركية في مبادرات تكررت خاصة مع تنظيمات تابعة للعدالة والتنمية الذي يثني على التجربة دون الاقتداء بها.
مسؤولو "بيجيدي" المغاربة طالما كانوا متحمسين ومطبلين للنظام التركي في الكثير من الخرجات الإعلامية، وشبيبته وبعض تنظيماته الموازية سارت في النهج نفسه، خاصة بعد مشاركة محمد طلابي عن حركة التوحيد والإصلاح في مؤتمر دولي حول "مستقبل العالم الإسلامي وفلسطين".
هذا المؤتمر أقيم في شتنبر الماضي بأنقرة، بمشاركة ممثلين عن دول عربية وإسلامية مختلفة وبحضور عشرات الضيوف الأجانب، وحضور الحركة فيه، اعتبره البعض "مغازلة" للنظام التركي الذي طالما طبل الإسلاميون بالمغرب لريادته، ليس فقط من طرف هذا الحزب، بل حتى من العدل والإحسان.
رئيس الحركة نفسها التي يقدمها الإعلام بلقب "الذراع الدعوي للعدالة والتنمية"، شارك بعد شهرين من ذلك، أي في نونبر الماضي، في مؤتمر "رواد ورائدات بيت المقدس" الحادي عشر المنظم بإسطنبول، لتتوالى المشاركات بتظاهرات تركية بشكل غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين تركيا والمغرب.
لم يكن تاريخ الأتراك والعثمانيين مفروشا بالورود مع المغرب، رغم اقتراب الدولة العثمانية تدريجيا من مناطق نفوذ الدولة المغربية إبان القرن 16 خاصة بعد تقوية عضدهم ونفوذهم بعد سقوط تلمسان واستردادها من المغاربة قبل أن يضعوا حكما عثمانيا عليها لاحقا وبعد سنوات طويلة من التدافع.
ورغم تنوع محاولاتها فالدولة العثمانية فشلت في بسط سيطرتها على المغرب والتوسع على حسابه، وطيلة عقود طويلة. لكن فتح العلاقات بين النظام التركي والإسلاميين بالمغرب، قد يكون خارطة طريق للسيطرة "سياسيا" على تنظيمات بعضها يمسك بتلابيب الحكم خاصة العدالة والتنمية الحزب الأغلبي.
العدالة والتنمية، حزب مشترك التسمية بين الأتراك والمغاربة، وربما يكون سببا في محاولة تقرب الحزب المغربي من نظيره التركي ولو بالمشاركة في مؤتمرات تحتضنها تركيا من حين لآخر خاصة في الشهور الأخيرة منذ شتنبر التي تكثفت فيها تلك المشاركات سيما من حركة التوحيد والإصلاح.
هذه المشاركات كانت أيضا جنبا إلى جنب مع النظام التركي خاصة في قمة كوالامبور الأخيرة، وبحضور التوحيد والإصلاح والعدل والإحسان، ما يمكن قراءته بوجود "زحف" إسلامي مغربي لتبني الموقف التركي من قضايا عالمية مختلفة، ما قد تكون له عواقب غير محمودة على العلاقات بين البلدين.