دراسة رسمية: أقلية من المهاجرين الحاليين يستثمرون في المغرب

أضحى المغرب، أكثر فأكثر، في صلب القضايا المرتبطة بظاهرة الهجرة الدولية، حيث تحولت بلادنا من مصدر للهجرة، في الماضي، إلى بلد عبور وإقامة في السنوات الأخيرة خاصة بالنسبة للمهاجرين القادمين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء.
يتطلب تدبير وإدارة قضايا الهجرة التوفر على نظام معلومات دقيقة ومندمجة ومحينة حول ظاهرة الهجرة، يدمج المعطيات الصادرة عن الإحصاءات العامة للسكان والسكنى والبحوث الإحصائية عن طريق العينة وكذا المصادر الإدارية.
وفي هذا الإطار، أنجزت المندوبية السامية للتخطيط خلال 2018-2019، البحث الوطني حول الهجرة الدولية.
وتهدف هذه العملية، التي تندرج في إطار برنامج التعاون الأورو-متوسطي في مجال الإحصاء، الذي تم تنفيذه في دول جنوب البحر الأبيض المتوسط، إلى توفير، في مرحلة أولى، معطيات وصفية وبأثر رجعي حول ظاهرة الهجرة الدولية وحول خصائص وسلوك المهاجرين الحاليين والمهاجرين العائدين والأشخاص غير المهاجرين.
وتهم المرحلة الثانية من هذا البحث، المزمع إنجازها خلال الفصل الأول من سنة 2020، ظاهرة الهجرة القسرية والهجرة الغير قانونية.
وقد أنجزت المرحلة الأولى من هذه الدراسة على عينة تضم 15.076 أسرة منها 8.144 أسرة تضم مهاجرين حاليين و4.072 أسرة تضم مهاجرين عائدين و2.860 أسرة تضم أشخاصا غير مهاجرين.
وتم تجميع معطيات البحث في الميدان بواسطة الحاسوب ما بين غشت 2018 ويناير 2019.
تعرض هذه المذكرة النتائج الأولية المتعلقة بالمرحلة الأولى من البحث، المرتبطة بالخصائص الاجتماعية والديمغرافية والاقتصادية للمهاجرين الحاليين والعائدين، وبنوايا الهجرة بالنسبة للأشخاص الغير مهاجرين. وسيتم عرض ومناقشة النتائج المفصلة للمرحلة الأولى من هذا البحث في لقاء تواصلي مرتقب خلال الفصل الأول من سنة 2020.
الخصائص السوسيو ديموغرافية للمهاجرين الحاليين
يُعرّف المهاجر الحالي على أنه كل شخص يحمل الجنسية المغربية ويبلغ 15 سنة فما فوق وكان فردًا من أفراد الأسرة قيد البحث ويقيم حاليًا في الخارج. وقد شمل البحث الوطني حول الهجرة الدولية عينة تمثيلية تضم 11.780 مهاجر حالي.
غالبية المهاجرين الحاليين شباب وذكور ومتزوجين
أكثر من ثلثي المهاجرين الحاليين هم ذكور (68,3 %). وتصل نسبة النساء أعلى مستوياتها في الفئة العمرية 30-39 سنة ب 34,4% والأدنى من بين الفئة العمرية 60 سنة فما فوق ب 2,9%.
كما أن واحد من كل أربعة من هؤلاء المهاجرين هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 سنة (27,0%)، النساء أكبر عددًا نسبيًا من الرجال في هذه الفئة العمرية، بنسب على التوالي ب 32,8% و24,4%. كما أن ثلث هؤلاء المهاجرين الحاليين تتراوح أعمارهم بين 30 و39 سنة (32,5%) بنسب متساوية تقريبا بين الرجال والنساء، على التوالي 31,6% و 34,4%. وتبلغ نسبة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فما فوق 3,9% ، 4,4% بين الذكور و 2,9% بين النساء.
وتجدر الإشارة إلى أنه إبان هجرتهم الأولى، كان متوسط أعمار هؤلاء المهاجرين 25,3 سنة، وهو نفس المتوسط تقريبًا سواء لدى الذكور أو الإناث، 25,4 سنة و 25 سنة.
سبعة مهاجرين حاليين من كل عشرة (72,7%) كانوا عزاب عند هجرتهم في المرة الأولى في حين كان 26,2% متزوجين. وقد تم رصد وضعية معكوسة في تاريخ إنجاز البحث حيث أصبحت نسبة العزاب 33,6% والمتزوجين 62,4%. وسجل متوسط العمر عند الزواج الأول 27,3 سنة ، 28,8 سنة لدى الرجال و 24,3 سنة لدى النساء.
ثلث المهاجرين الحاليين لديهم مستوى التعليم العالي
في تاريخ إنجاز البحث، كان 33,6 % من المهاجرين الحاليين يتوفرون على مستوى التعليم العالي، 24,5 % أكملوا هذا المستوى و9,1 % لم يكملوه. وتبلغ نسبة الحاصلين على المستوى الثانوي التأهيلي 17,4%، ومستوى التعليم العالي 16,3% والمستوى الابتدائي 16,9%. وتبلغ نسبة المهاجرين الحاليين الذين لا يتوفرون على أي مستوى تعليمي حوالي 10,2%.
واحد من كل أربعة مهاجرين حاليين لديه جنسية مزدوجة، النساء أكثر من الرجال
أكثر من 7 من كل 10 مهاجرين حاليين (71,9 %) يحملون الجنسية المغربية فقط ، و27,4% يحملون جنسية أخرى، النساء أكثر من الرجال بنسبة 33,3% و24,6% على التوالي.
أكثر من نصف المهاجرين الحاليين هاجر لأسباب تتعلق بالبحث عن شغل والربع لأسباب تتعلق بالدراسة
بالنسبة لحوالي نصف المهاجرين الحاليين (53,7 %)، فإن الدافع الرئيسي لهجرتهم يتعلق بالبحث عن شغل أو بتحسين ظروف معيشتهم، 69,2 % لدى الرجال و20,5 % لدى النساء. ويأتي التعليم أو مواصلته في الرتبة الثانية بنسبة 24,8% (30,4% لدى النساء و 22,3% لدى الرجال). كما ورد التجمع العائلي أو الزواج من طرف 20,9% من المهاجرين الحاليين ، ولا سيما لدى النساء ب 48,7% مقابل 8% لدى الرجال.
تستقطب فرنسا وإسبانيا وإيطاليا ثلاثة أرباع هؤلاء المهاجرين
تبرز أوروبا كوجهة أساسية للهجرة بنسبة تبلغ 86,4%. وتأتي فرنسا في المرتبة الأولى بنسبة 31,1% ، متبوعة بإسبانيا (23,4%) وإيطاليا (18,7%). أما أمريكا الشمالية، فهي تجدب 7,4% من المهاجرين الحاليين (3,8% بالنسبة لكندا و3,6% للولايات المتحدة الأمريكية) والدول العربية 4,2%.
ثلثي المهاجرين الحاليين نشيطون مشتغلون، نسبة الرجال ضعف مثيلتها لدى النساء
إجمالا، يمارس 2 من أصل 3 أشخاص (64%) نشاطًا مهنيًا في بلد الإستقبال. وتمثل نسبة الرجال النشيطين المشتغلين حوالي 76%، وهي ضعف النسبة المسجلة لدى النساء (38,2%). وتختلف هذه النسبة بشكل ملحوظ حسب السن، حيث تنتقل من 37,9% لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة إلى 79,6% لدى البالغين ما بين 40و49 سنة. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة مهمة من المهاجرين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة لا زالت تشتغل (44,2%).
بخصوص الحالة في المهنة، فإن أكثر من 8 من أصل 10 مهاجرين حاليين (82,2%) هم أجراء، 69,4% منهم يشتغلون بعقد عمل و12,8% بدون عقد. وتبلغ نسبة المستقلين 10,4% ونسبة المشغلين 3,3%. أما نسبة المستقلين في الدول الأوروبية حديثة الهجرة (إيطاليا وإسبانيا)، فتبلغ 13,6%، وهي أعلى من مثيلتها في الدول العربية (8,9%)، ودول أمريكا الشمالية (7,6%) والدول الأوروبية التقليدية للهجرة (فرنسا وبلجيكا وألمانيا وهولندا) بنسبة 7,1%.
أكثر من 40% من المهاجرين الحاليين يقومون بتحويل الأموال إلى أسرهم في المغرب
صرح أكثر من 4 من أصل 10 أشخاص (42,3%) أنهم قاموا بتحويل الأموال إلى أفراد من أسرهم أو إلى أشخاص آخرين في المغرب في الـ 12 شهرا قبل التي سبقت البحث، نسبة الرجال أعلى بكثير من النساء، حيث تقدر على التوالي بـ 49,4% و26,7%. وتزداد هذه النسبة مع التقدم في السن، منتقلة من 18,2% بين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 سنة إلى 63,2% للذين تفوق أعمارهم 60 سنة.
يعتبر المهاجرون الحاليون المقيمون في الدول الأوروبية حديثة الهجرة الأكثر تحويلا للأموال إلى المغرب بنسبة 55,3%، يليهم المهاجرون من الدول العربية (45,5%)، والدول الأوروبية التقليدية للهجرة (32%) ودول أمريكا الشمالية (27,1%).
أما المستفيدون من هذه التحويلات فهم بالدرجة الأولى الوالدين (69,9%)، مع امتياز لصالح الأم (38,1%) مقارنة مع الأب (31,8%)، يليهم الزوج (ة) (17,5%) ثم أشخاص آخرون في المغرب (9,3%).
وأفاد أغلبية المهاجرين الحاليين (80,3%) على أنهم قاموا بتحويل الأموال إلى المغرب أكثر من مرة واحدة في السنة و19,7% مرة واحدة فقط.
أقلية من المهاجرين الحاليين يستثمرون في المغرب
نسبة 3,9% فقط من المهاجرين الحاليين أنجزوا مشاريع استثمارية في المغرب، 3,4% من الرجال و1,8% من النساء. وترتفع هذه النسبة مع التقدم في السن، منتقلة من 2,4% لدى البالغين ما بين 30 و39 سنة، إلى 3,8% لدى البالغين ما بين 40 و49 سنة، و6,7% لمن تتراوح أعمارهم ما بين 50 و59 سنة لتصل إلى 8,2% لدى البالغين 60 سنة فما فوق.
أما قطاعات الاستثمار الرئيسية، فهي العقار بنسبة 40,7% والفلاحة (19%) والبناء (16,6%) والتجارة (5,5%) والمطاعم والمقاهي (4,5%) والخدمات الأخرى (6%).
أما بخصوص الأسباب التي تعيق استثمار المهاجرين الحاليين في بلدهم الأصلي، فتعزى بشكل خاص إلى قلة أو عدم كفاية رأس المال (38,9%)، والإجراءات الإدارية المعقدة (14%)، والدعم المالي الضعيف أو نقص الحوافز الضريبية (8,6%)، والرشوة والمحسوبية (7,5%) وضعف خبراتهم وتكوينهم (5,5%)
الخصائص السوسيو ديموغرافية للمهاجرين العائدين
المهاجر العائد هو كل فرد من أفراد الأسرة المبحوثة، الذي وُلد بالمغرب، وسبق له العيش في الخارج لمدة 3 أشهر على الأقل، وعاد إلى المغرب منذ فاتح يناير 2000 وكان عمره 15 سنة أو أكثر عند عودته. وشمل هذا البحث عينة تمثيلية مكونة من 4.635 مهاجر عائد.
8 من أصل 10 مهاجرين عائدين يقيمون في الوسط الحضري وأكثر من النصف في 3 جهات
حسب نتائج البحث الوطني حول الهجرة الدولية، بلغ العدد الإجمالي لهؤلاء المهاجرين العائدين إلى المغرب منذ سنة 2000 حوالي 187566 شخصًا، 81,2% منهم يقيمون في المدن.
ثلاث جهات هي الأكثر جاذبية، حيث تستقطب ما يزيد عن النصف (51,6 %) من هؤلاء المهاجرين. ويتعلق الأمر بجهات الدار البيضاء-سطات بنسبة 21,4% والرباط سلا-القنيطرة (15,7%) وبني ملال-خنيفرة (14,5%). وتعرف جهات طنجة تطوان الحسيمة وجهة الشرق ومراكش آسفي وضعية متوسطة، حيث تستقطب كل منها حوالي 10%. بينما تسجل النسب المنخفضة في جهات فاس مكناس (6,9%) وسوس ماسة (5,1%) ودرعة تافيلالت (3,7%) وجهات الجنوب الثلاث (2,9%).
معظم المهاجرين العائدين من الرجال
تبين البنية حسب الجنس للمهاجرين العائدين هيمنة واضحة للرجال بنسبة 71,9% مقابل 28,1% من النساء. ويعتبر هذا الفارق أكثر أهمية نسبيًا في الوسط القروي بنسبة 86,4% من الرجال و13,6% من النساء مقارنة بالوسط الحضري بنسبة 68,6% و 31,4% على التوالي.
أكثر من نصف هؤلاء المهاجرين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و39 سنة
تبين نتائج البحث الوطني حول الهجرة الدولية أن هجرة العودة تهم جميع الأعمار. وهي مرتفعة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و39 سنة بنسبة 52,5% (54,7% في الوسط الحضري و42,7% في الوسط القروي). حوالي 16,4 % تتراوح أعمارهم بين 40 و49 سنة عند العودة، و14,6 % تتراوح أعمارهم بين 50 و59 سنة. بينما يمثل الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر 16,5%، مع هيمنة الوسط القروي (23,7% مقابل 14,9% للوسط الحضري).
حوالي ثلاثة أرباع المهاجرين العائدين مصدرها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا
تشكل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، التي تعتبر كذلك البلدان المستقبلة الرئيسية للمغاربة المقيمين بالخارج، مصادر رئيسية للمهاجرين العائدين بنسبة 32 % و 22,2 % و 19,1 % على التوالي. البلدان الأخرى هي ليبيا (3,1%) وهولندا (2,7%) والولايات المتحدة الأمريكية (2,4%) وألمانيا (2,2%) والإمارات العربية المتحدة (2,1%) ) وكندا (2,0 %).
بالنسبة للنساء، فإن أعلى نسبة بين هؤلاء المهاجرين تأتي من فرنسا، البلد التقليدي لهجرة المغاربة، بنسبة 38 %، تليها إيطاليا (20,3 %) وإسبانيا (11 %).
نفس الشيء فيما يخص العمر، حيث يتم تصنيف فرنسا كأكبر مصدر للمهاجرين العائدين الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر بنسبة 50,4%، متقدمةً بفارق كبير عن إيطاليا (13,5%) وإسبانيا (12,9%)، كبلدان حديثة العهد بهجرة المغاربة.
ربع المهاجرين العائدين يتوفر على مستوى تعليمي عالي، النساء أكثر من الرجال
يتوفر أكثر من ربع هؤلاء المهاجرين على تعليم عالٍ (28,5%) مع هيمنة النساء بنسبة 39,1% مقابل 24,3% للرجال. ويمثل الذين يتوفرون على مستوى الإعدادي حوالي 13,6%، أما الذين لديهم مستوى الثانوي التأهيلي فيمثلون حوالي 13,2%.
تجدر الإشارة إلى أن حوالي الربع (24,5%) ليس لديهم أي مستوى تعليمي، على قدم المساواة تقريبا بين الرجال والنساء بنسبة 24,2 % و 25,4 % على التوالي.
التجمع العائلي سبب رئيسي للعودة
منذ سنة 2000، يشكل التجمع العائلي أو الزواج السبب الرئيسي للعودة، بنسبة 27,3%. يهم هذا السبب النساء (44,4 %) أكثر من الرجال (20,5 %). وحسب بلد المصدر، فإن التجمع العائلي يهم أكثر بلدان أمريكا الشمالية بنسبة 41% والبلدان الأوروبية التقليدية المستقبلة للهجرة سابقا بنسبة 29,6%.
وتأتي الاكراهات المتعلقة بالعمل كالبطالة وسوء ظروف العمل ونهاية عقد العمل في المرتبة الثانية بنسبة 15,2 %، ويتأثر بها الرجال أكثر من النساء بنسبة 17,8% و8,9% على التوالي.
ويحتل التقاعد المرتبة الثالثة كسبب للعودة بنسبة 14,2%، ويهم الرجال (18,3%) أكثر من النساء (3,5%).
أما الأسباب الأخرى المصرح بها فتتعلق أساسا بالحنين للعودة إلى البلد الأصلي (7,6%)، والطرد والإعادة القسرية (6,1 %)، وتعليم وتكوين الأطفال (6%)، والأسباب الصحية (4,2%) والرغبة في الاستثمار في البلد الأصلي (3,4%).
كما أن هذا المهاجر العائد، في معظم الحالات، هو من اتخذ قرار العودة إلى البلد الأصلي بنسبة 83 % (85,2% بالنسبة للرجال و 76% للنساء). نادراً ما يتدخل أفراد الأسرة الآخرين، باستثناء النساء اللواتي يتخذ أزواجهن قرار العودة بنسبة 18,3%.
نصف الرجال وربع النساء المهاجرين العائدين نشيطون مشتغلون
أثناء البحث، يهيمن النشيطون المشتغلون على نوع نشاط المهاجرين العائدين (44,5%)، الرجال (51,2%) أكثر بكثير من النساء (27,2%). بينما يشكل غير النشيطين 42,3%، خاصة المتقاعدون (17,3%)، وربات البيوت (14,4%) والطلبة (2,2%). أما نسبة العاطلين عن العمل فتمثل 13,2%، 14,7% لدى الرجال و9,2% لدى النساء.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أقل من نصف المهاجرين العائدين النشيطين (45,5 %) هم أجراء، النساء (64,7 %) أكثر من الرجال (42,1 %). ويأتي المستقلون في المرتبة الثانية بنسبة 38,6%، الرجال (41,9%) أكثر من النساء (21,7%). وتبلغ نسبة المشغلين 9% (10,3% لدى النساء و8,8% لدى الرجال) ، وتمثل نسبة المعين العائلي حوالي 4,6% (5,1% لدى الرجال و1,8% لدى النساء).
14% من المهاجرين العائدين يستثمرون في المغرب، أساسا في التجارة
تمثل نسبة الذين صرحوا بأنهم استثمروا في المغرب حوالي 14% (16,7% لدى الرجال و7,1% لدى النساء). بينما نسبة ضئيلة منهم استثمرت في الخارج (1,7%).
وتشمل قطاعات الاستثمار الرئيسية التجارة بنسبة 25,4%، والفلاحة (17,3%)، والمقاهي والمطاعم (11,4%)، والعقار (8,7%)، والبناء ( 6,7 %) والصناعة (2,9%).
وتعزى حسب رأيهم الأسباب التي تحول دون الاستثمار في المغرب أساسا إلى نقص أو عدم كفاية رأس المال بنسبة 36%، والصعوبات والاكراهات الإدارية (15,6 %)، وغياب الحوافز الضريبية والمساعدات المالية (12%) والرشوة والمحسوبية (9,5%) وقلة الخبرة أو التكوين (6%).
نوايا الهجرة لغير المهاجرين
يُعرّف الشخص الغير مهاجر، حسب مفهوم البحث، على أنه كل فرد من أفراد الأسرة ، يتراوح سنه بين 15 و 59 سنة، لم يسبق له أن أقام بالخارج أو أقام به لمدة تقل عن ثلاثة أشهر. وقد شمل البحث الوطني حول الهجرة الدولية عينة تمثيلية تضم 5.765 شخصا غير مهاجر.
نوايا مرتفعة للهجرة من طرف الشباب
ما يقارب ربع (23,3 %) الأشخاص غير المهاجرين ينوون الهجرة. لا تختلف نية الهجرة كثيرا حسب نوع الأسرة. حيث تبلغ نسبتها 23,3 % لدى غير المهاجرين من الأسر التي لا يوجد فيها مهاجرون (الأسرة غير المهاجرة) و23,8 % لدى الأسر التي لديها مهاجر واحد على الأقل (الأسرة المهاجرة).
إلا أن النسب المرتبطة بنية الهجرة تختلف اختلافًا كبيرًا حسب الجنس والسن والمستوى الدراسي. فهي تبلغ 28,6% لدى الرجال مقابل 17,7 % لدى النساء و40,3 % لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة مقابل 10,3 % لدى البالغين ما بين 45 و59 سنة.
كما أن هذه النسبة تبلغ 25% لدى الحاصلين على مستوى التعليم الثانوي أو العالي مقابل 12,4% لدى الأشخاص غير المهاجرين الذين لا يتوفرون على أي مستوى دراسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن 4 من كل 10 أشخاص غير مهاجرين ممن تابعوا التكوين المهني (40,6%) ينوون الهجرة.
الجهة الشرقية تتصدر نسبة نوايا الهجرة
عبر 41,1% من غير المهاجرين المنتمين للجهة الشرقية على رغبتهم في الهجرة إلى الخارج، يليهم المنتمون لجهة طنجة تطوان الحسيمة (30,8%) ومراكش آسفي (26,7%) ودرعة تافيلالت (26,2 %). وبلغت النسب المسجلة بالجهات الأخرى مستوى أقل من المتوسط المسجل على الصعيد الوطني (23,3%) بما فيها جهة سوس ماسة التي سجلت أقل نسبة (10,5 %).
نصف الأشخاص غير المهاجرين العاطلين عن العمل ينوون الهجرة
تعتبر نية الهجرة نسبيا أعلى لدى الأشخاص غير المهاجرين العاطلين عن العمل (50,9%). كما يعبر النشيطون المشتغلون من جانبهم عن نيتهم في الهجرة بنسبة بلغت 21,9%.
تمثل الدوافع الاقتصادية السبب الرئيسي وراء نية الهجرة
تأتي الجوانب الاقتصادية كسبب رئيسي للهجرة معبر عنه من قبل 70% من الأشخاص غير المهاجرين الذين ينوون الهجرة تليها الأسباب الاجتماعية (24,4 %). وتعتبر الأسباب الاقتصادية أعلى لدى الأسر غير المهاجرة (70,2%) مقارنة مع الأسر المهاجرة (64,6%). وعلى العكس من ذلك، فإن الأسباب الاجتماعية أعلى لدى الأسر المهاجرة (31,3%) بالمقارنة مع الأسر غير المهاجرة (24,2%).
وتختلف دوافع الهجرة حسب الجنس. فإذا كانت أسباب الهجرة بالنسبة للرجال اقتصادية بالدرجة الأولى (79,7%)، فإنها بالنسبة للنساء اقتصادية (53,8%) واجتماعية (38,1%).
تبقى أوروبا الوجهة المفضلة للأشخاص الذين ينوون الهجرة
تأتي أوروبا على رأس الوجهات المفضلة بالنسبة للأشخاص غير المهاجرين الذين ينوون الهجرة بنسبة 80%. وتأتي بعدها بلدان أمريكا الشمالية بنسبة 8,8% والدول العربية (2,8%).
الأسر والهجرة الدولية
تهم الهجرة الدولية %8,4 من أصل 8,1 مليون أسرة في سنة 2018. ويشمل هذا النوع من الأسر إما شخصا مهاجرا حاليا أو مهاجرا عائدا أو كليهما.
يبقى ولوج المرأة إلى قيادة الأسر (ربات الأسر) مربوطا بتواجد إحدى أو كلا ظاهرتي الهجرة الدولية، حيث تبلغ نسبة ربات الأسر%14,7 لدى الأسر غير المهاجرة مقابل %33,5 لدى الأسر المهاجرة.
يقل متوسط عمر أرباب الأسر غير المهاجرة نسبيا عن متوسط عمر أرباب الأسر المهاجرة على التوالي 51,3 سنة و62 سنة. بالإضافة إلى ذلك تبلغ أعمار %58,4 من أرباب الأسر المهاجرة 60 عاما فأكثر مقارنة بنسبة %27,1 بين الأسر غير المهاجرة.
تبلغ نسبة أرباب الأسر الذكور النشيطين المشتغلين %77,4 لدى الأسر غير المهاجرة مقابل %44,5 لدى الأسر المهاجرة فيما تصل نسبة ربات البيوت التي تقود الأسر غير المهاجرة إلى %49,6 مقابل %70,4 من بين الأسر المهاجرة.
الأسر المهاجرة: تصور لحرمان أقل
تعتبر %13,7 من الأسر المهاجرة نفسها من بين الطبقة الفقيرة مقابل%36,6 بالنسبة للأسر غير المهاجرة، كما تعتبر في نفس الوقت المزيد من الأسر المهاجرة نفسها منتمية للطبقة المتوسطة (%52,2) مقابل %31,7 بين الأسر غير المهاجرة. وتصل نسبة الأسر المهاجرة التي تعتبر نفسها تنتمي إلى الطبقات الاجتماعية العليا (بين الطبقة الوسطى والطبقة الميسورة، الطبقة الميسورة) إلى %9,1 مقارنة مع %6,1 للأسر غير المهاجرة.