من هو "حمزة مون بيبي" الذي نشرت عبره دنيا باطمة أسرار حميمية للمشاهير والفنانين؟

لازالت خيوط قضية الحساب الوهمي ” حمزة مون بيبي” تتناسل، بعدما تولت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مهمة التحقيق فيها، ووصلت لعدد من المتورطين في هذا الحساب المجهول الذي ظلت تتزعمه عصابة إجرامية وصفت أفعالها ب"الخطيرة" لمدة ثلاث سنوات على التوالي.
سقوط أصحاب "حمزة مون بيبي"في قبضة الأمن
التحقيقات والأبحاث التي باشرتها الفرقة الوطنية مند شهور كشفت تورط بعض الأشخاص بالحسابين المثيرين للجدل (أدمين حمزة مون بيبي) و(حمزة مون بيبي)، من بينهم شخصيات معروفة بمواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تمت متابعة بالاضافة إلى كل من "الهاكور(أ ع) و(ع ،ب)،مراسل صحفي و(ع الس) المعروف ب"مول الفيراري" وكذا "البلوغور" سكينة جناح الملقبة ب"كلامور" في حالة اعتقال بسجن الوداية ومتابعة كذلك الفنانة دنيا باطما وشقيقتها الكبرى ابتسام في حالة سراح مع أداء كفالة مالية حسمت في قيمتها غرفة المشورة يوم أمس الاثنين في مبلغ 80 مليون، مع إغلاق الحدود في وجههما وإخضاعهما للمراقبة القضائية.
من هو" حمزة مون بيبي"؟
انطلقت قصة حمزة مون بيبي، من رغبة جامحة في الانتقام إلى هواية تدر أموالا طائلة وملايين المتتبعين في المغرب والعالم العربي، تحترفها عصابة تقتسم الأدوار فيما بينها، بين قرصنة الحسابات للحصول على المعطيات الشخصية، وبين اقتناص الصور وتصيد المواقف الخاصة للأشخاص المراد التشهير بهم بالحسابين المذكورين، إلى أخر حلقة متعلقة بنشر " الستوريات" بشكل منتظم وعلى مدار اليوم.
انعدام الوعي والرغبة في الانتقام دفعت أحد أفراد العصابة للإطاحة بأول عدو مفترض لهم، لتنطلق بذلك رحلة التشهير و تلطيخ سمعة إحدى المصممات المعروفات بمدينة مراكش، بسبب انتقادها للباس كانت قد اختارت الفنانة دنيا باطمة الظهور به في حفل عقيقة حضره ثلة من الفنانين والشخصيات المعروفة بعاصمة النخيل.
انتقادات مصممة الأزياء لم ترق البتة الفنانة دنيا باطمة التي سطع نجمها مؤخرا، لتقدم على الانتقام من صديقة صديقتها"اليوتوبور" المشتبه في تورطها أيضا في قضية حساب " حمزة مون بيبي".
انشاء "حمزة مون بيبي" للانتقام
دنيا باطمة اعتصر قلبها فقررت الانتقام من مصممة الأزياء الملقبة ب"سلطانة" بمساعدة شقيقتها و باقي أفراد العصابة "الإجرامية" عبر سرقة حساب هذه الأخيرة الشخصي الذي كان يحتوي على محادثات سرية بين المصممة وبين شاب تلقبه ب"حمزة مون بيبي"، لتعمل على الفنانة المذكورة على إحداث حساب يحمل نفس اسم الشخص الذي كانت تجمعه بالمصممة علاقة خاصة، بغرض إغاضتها وإثارة حفيظتها و الثأر منها، من خلال توسيخ صورتها، لتعلن بذلك بداية الحرب عليها بحملة مسعورة نشرت فيها صور و"سكيرانات" المحادثات الحميمية للمعنية بالأمر على مدى شهور طويلة ذاقت فيها الشابة "سلطانة" الأمرين، من وراء التشهير بها وفضح حياتها ونشر غسيلها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حضيت أنداك بمتابعة عدد مهم من المشاهدات، لتنطلق الشهرة"المزعومة" للحساب الذي أسس بالأساس للتشهير و يصبح أداة لمهاجمة كل المنتقدين والخصوم، ولعل الأشخاص الذين طالتهم الإساءة أكبر دليل على مسيري هذا الحساب المزعوم.
سقوط قناع "حمزة مون بيبي"
فبعد سنوات من التشهير والمس بالحياة الخاصة للأفراد سقط أفراد العصابة تباعا كأوراق الخريف جراء تقاطر شكايات العديد من ضحايا هذه العصابة التي ظلت تنشط لمدة 3 سنوات ب " الانستغرام" و"السناب شات"، فكانت البداية مع توقيف الشاب الثلاثيني المدعو( أسامة. عجمي) ابن مدينة أكادير، العاطل عن العمل وهو بصدد مغادرة المغرب اتجاه ايطاليا، لتتم متابعته في حالة اعتقال بسجن الوداية بعد الاستماع إليه وحجز حواسبه وهواتفه وثبوت تورطه في الحساب المذكور، وبعد مرور أيام قليلة على اعتقاله، تم توقيف شابة ثلاثينية صديقة مقربة للفنانة دنيا باطما ملقبة ب"كلامور" بمطار محمد الخامس، حيث تم الاستماع إليها بخصوص علاقتها بالحساب الوهمي المذكور، وبعد إخضاع رقم هذه الأخيرة للاستغلال التقني تم اكتشاف رقم شاب مسجل بهاتفها باسم “أدمين حمزة مون بيبي”، ليتم توقيفه هو الآخر بمدينة القصر الكبير وعقب البحث والتحقيق المعمق معه، اعترف هذا الأخير بعلاقة الصداقة التي تجمعه بقريبتي منتج تلفزي معروف و ب"كلامور".
لغز تورط المعنين بالأمر سيتضح بعد مراجعة شركات التحويلات الخاصة بأحد المتابعين من خلال الحوالات المالية التي تبين أنه تحصل عليها من قبل نساء داخل المغرب، وصلت قيمتها ل 50650 درهم، من جهة، وإقراره بالتخلص من هاتفه النقال بشاطئ العرائش لكونه يحتوي على محادثات ورسائل نصية توثق علاقته مع مجموعة من الفتيات، بعد علمه ببحث الشرطة من جهة أخرى.
فبعد الأبحات والتحريات التي أنجزها المكتب الوطني لمكافحة الجريمة المرتبطة بالتقنيات الحديثة بخصوص استهداف مجموعة من الأشخاص بالسب والقذف والتشهير والمس بالحياة الخاصة من خلال حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تم استدعاء الضحايا والمشتكيين للاستماع إلى أقوالهم، ومواجهتهم بالمتهمين، لتتوالى الأحداث المثيرة مع ارتفاع لائحة الموقوفين على خلفية " حساب حمزة مون بيبي" بعد اعتقال كل من المراسل الصحفي (سيمو،ضاهر) و (عدنان، السكاني) وصديقتهما "البلوغور كلامور " وإيداعهم بسجن الوداية، نظرا لخطورة الأفعال المقترفة، ليصل بذلك عدد المشتبه في تورطهم ل 7 أشخاص من بينهم المغنية دنيا باطمة وشقيتها المتابعات بالمشاركة في الدخول إلى نظام المعالجة الآلية للمعطيات عن طريق الاحتيال، والمشاركة عمدا عرقلة سير هذا النظام وإحداث اضطراب فيه وتغيير طريقة معالجته وبث وتوزيع عن طريق الأنظمة المعلوماتية أقوال أشخاص وصورهم دون موافقتهم وبث وقائع كاذبة بقصد المساس بالحياة الخاصة بالأشخاص بقصد التشهير بهم والمشاركة في ذلك.
ظل بذلك هولاء المتهمين المثيرين للجدل طوال سنوات يمتهون مجالا يربحهم أمولا طائلة من التشهير والابتزاز والوساطة في الدعارة الراقية بالمدينة الحمراء إلى أن فكت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية خيوط هذا اللغز الذي حير الرأي العام.
وتجدر الإشارة إلى أن الأبحاث والتحريات المكثفة التي تباشرها مصالح الفرقة الوطنية لازالت مستمرة للوصول لكل الأشخاص المرتبطين بالحساب المثير ” حمزة مو بيبي” موضوع الشكاية المتعلقة بتكوين عصابة إجرامية تنشط في مواقع وهمية بأسماء مستعارة في جرائم يعاقب عليها القانون الجنائي كالابتزاز والتهديد بنشر الصور الخاصة للأشخاص والسب والقذف والطعن في العرض والشرف وتلفيق الاتهامات من أجل الحصول على مبالغ مالية.