مجلة فرنسية: الجزائر.. هذا البلد المرهون في يد رئيس شبح

الكاتب : الجريدة24

26 فبراير 2019 - 05:00
الخط :

هشام رماح

الجزائر رهينة في يد رئيس شبح، هكذا عنونت مجلة "Causeur" الفرنسية مشيرة إلى أنه ورغم الاحتجاجات الشعبية المنددة برغبة النظام الإبقاء على عبد العزيز بوتفليقة، 81 عاما، رئيسا للبلاد خلال "عهدة خامسة" لم يتم التحضير بعد لمن يخلفه على كرسي الرئاسة.

ووفق المجلة فإن الجمعة 22 فبراير 2019، يشكل طفرة في تاريخ الجزائر حينما عبر آلاف المواطنين الجزائريين عن رفضهم لبقاء بوتفليقة رئيسا على البلاد، وإذ أكدت المجلة على أن الاحتجاجات مرت سلمية فقد أحالت على أن السلطة في الجزائر مستعدة للرد بعنف في حال استشعارها سقوطها بـ"ضربة قاضية" من الشعب.

وأوردت المجلة بأن الجزائريون استيقظوا من "سباتهم" حينما هبوا في مختلف المدن من "بجاية وباتنة ووهران وتيزي وزو..." وفي باريس العاصمة الفرنسية ليعبروا عن نفاد صبرهم من البقاء تحت رحمة جبهة التحرير الوطنية و"العهدة الخامسة" للرئيس بوتفليقة.

لكن السؤال الذي يطرح "هو أين الرئيس؟" كما تساءلت "Causeur"، محيلة على أن الرجل يكتفي بالحضور عبر الصور فقط، كما الشأن بالنسبة لما عرفته الأنظمة الديكتاتورية "البدائية"، وأن البلد الذي يطغى الشباب على سكانه يجد نفسه رهينة رجل عاجز عن الحركة والكلام بالمرة.

في المقابل، أشارت المجلة إلى أن الرئيس بوتفليقة ليس وحده ما يستهدفه المحتجون، فهو ليس غير شجرة تخفي غابة متشعبة أول أشجارها شقيقه سعيد الرجل الثاني في النظام والذي يدير البلاد في الخفاء وكذا شيوخ الحزب الحاكم مثل عبد المالك سلال واحمد أويحيى وغيرهم ممن أبدوا عجزا سافرا حول إعداد خلف لرئاسة أكبر بلد إفريقي واحد أهم مزودي العالم بالغاز الطبيعي!!!

الاحتجاجات الجزائرية تبدو مشابهة لنظيرتها التي شهدتها البلاد في 1988، والتي أسفرت بعد قمع فاضح من لدن السلطة عن تغيير الرئيس آنذاك الشاذلي بن جديد لدستور البلاد، لكن الإسلاميين كانوا حسموا المعركة لصالحهم وقد آلت لهم المدن الكبرى في البلاد لتغرق الأخيرة في العشرية السوداء بعدما رغبت السلطة الحاكمة في سحب البساط من تحتهم بالقوة، كما أحالت المجلة.

الآن وبعد مرور 30 عاما، لا شيء تغير، لأن المحتجين لا يزالون يطالبون بنفس المطالب التي رفعها سابقوهم في 1988، إصلاح تعليمي واقتصادي وثقافي ووضع حد لتفشي الرشوة والفساد.. لماذا؟ لأنه عبر رفض الرئيس يصر الجيل الجديد في الجزائر على رفض نظام كامل غارق في النزعات العشائرية والمحسوبية وغير قادر البتة على رسم معالم مستقبل لائق لشعب معدل أعماره محدد في 26 عاما، على حد ما نشرته "Causeur".

الأكيد، وفق المجلة، أن الأمر يتعلق باحتجاجات شباب حاصلين على شواهد ويقبعون تحت وطأة البطالة من أجل الحصول على رئيس مؤهل، وهو الشباب الذي لم يعد يطيق صبرا إزاء الملايير التي يجري اختلاسها من ميزانية البلاد خاصة من سعيد بوتفليقة ومن يدور في فلك النظام من عسكريين وسياسيين انتهازيين.

ويظل السؤال المؤرق، حسب المجلة هو ماذا لو رفض بوتفليقة الترشح للعهدة الخامسة أو أنه ترجل من الدنيا في بداية عهدته في حال انتخابه فمن سيحكم رسميا البلاد؟ الأكيد، أن الجيش وتكتل اقتصادي ووجوه سياسية معاصرة للرئيس هي من ستقوم بذلك، غير أن كلهم يعدون أعمدة لنظام أصبح مرفوضا من قبل الجزائريين برمتهم، استنادا إلى "Causeur".

ورغم أن الجيش شهد حملة تطهيرية على خلفية قضية الكوكايين الذي حجز في ميناء وهران، فإن المخابرات الجزائرية (DRS) التي تعرف بـ"كا جي بي" الجزائر تحت قيادة بشير طرطاق، والتي عادت العهدة الرابعة هي من تقدر على الوقوف في وجه تمكين بوتفليقة من عهدة خامسة، وفق المجلة الفرنسية، أما المعارضة الجزائرية فلا يبدو أنها تشكل قلقا للقائمين على الجزائر.

وترى المجلة أن المعارضة الجزائرية ورغم الأصوات التي تسمع من هنا وهناك خاصة في منطقة "القبايل" لن تستطيع تغيير خريطة الانتخابات الرئاسية في أبريل المقبل، لأنها غير مهيكلة وبلا رأس وتظل غير مرغوب فيها استنادا على ما ترسب في أذهان الجزائريين منذ تسعينيات القرن الماضي.

آخر الأخبار