تكريم المستشار الملكي عباس الجيراري بالبيضاء

الكاتب : الجريدة24

01 مارس 2019 - 10:15
الخط :

نظمت مؤسسة الـمهدي بن عبود للبحوث والدراسات والإعلام، بتعاون مع الـمنتدى العالـمي للوسطية، والاتـحاد العالـمي لعلماء الـمسلمين، المؤتمر الدولي الثاني لدراسات الوسطية "التراث ومتطلبات المستقبل"، على مدى يومين بتاريخ 27 و28 فبراير الجاري، بمدينة الدار البيضاء.

وخصص المنظمون حفل تكريم للمستشار الملكي عباس الجيراري، على هامش اللقاء المفتوح الذي شارك فيه حوالي 200 مشارك من علماء وباحثين مغاربة وأجانب، للتباحث حول الموقف من التراث بين دعوات القطيعة ونزعات التقديس، ومقتضيات التاريخ وإلزامية الأحكام الفقهية، ومتطلبات المستقبل وأثقال التراث، والتراث الإسلامي وأسئلة التجديد، وغيرها من القضايا المرتبطة بالموضوع، لتقديم أجوبة بخصوص كيفية التعامل مع التراث في العصر الحديث.

ويعتبر المنظمون أن "التراث مستمر بنا وفينا وعن طريقنا، وينبغي أن نقر بأنه يضم تجارب وخبرات إنسانية تشمل الحق والباطل، والصواب والخطأ، وهو وعاء ضخم لا يكف عن التمدد والاتساع، يتضمن خبرات اللغة والأدب، والاجتماع والسياسة، والفقه والفلسفة، والعلم والنظر .... ويشمل أيضا – عند الكثير من الباحثين – العلوم التي تأسست حول الوحي: من فقه، وأصول، وفتاوى...ولا مشاحة في الأسماء إذا ضبطت المعاني والحقائق".

https://www.youtube.com/watch?v=Lt4ZvvayLMo&t=3s

وفي السياق ذاته، انطلق هذا المؤتمر من مقدمة "ضرورة الوعي بكون صواب الأمس قد يصبح خطأ اليوم، وخطأ اليوم قد يتحول إلى خطيئة الغد، فالأفكار والاقتراحات والحلول مثل الأغذية والأدوية تفقد صلاحيتها بمرور الأزمان، فكما لا يحسن بأحد أن يستنير بقناديل الأمس متى توفرت مصابيح اليوم، وكما لا يحق لجراح أن يجري عمليات اليوم بأدوات عباقرة جراحي الأمس، كذلك هي أغلب معارف الأمس في علوم الطبيعة والإنسان، وفي الفقه والمقاصد والتفسير...فالماء الراكد يفسد ، والعلم الجامد يضمحل، والدوام لله وحده. إلا ما كان راسخا في الأرض يسجل ثباته واستمراره وديمومته. ولكن ما هي نسبة هذا الثابت من المتغير الذي فقد شروط الاستمرار،و ضرورة التحرر من أخطاء التراث وأباطيله، وليس هذا بالأمر السهل اليسير، فقد اختلطت ـ بتوالي العهود ـ الكثير من الأهواء المذهبية والعصبيات العرقية والمصالح السياسية الضيقة بمعارفه وعلومه الدينية وغير الدينية"، معتبرين أن من الخطإ تجاهل ما خلفه السابقون من علوم وفنون ومعارف وآداب بحجة أن الزمن قد تجاوزها، وأنها لا تصلح بعدهم لشيء، موضحين أن تراث الأقدمين يعد من الثروات التي لا ينبغي التفريط فيها لتفادي "انعدام شروط التراكم المعرفي الضروري لكل تجديد وتطوير، فلنا في صوابهم حكمة، وفي خطئهم عبرة. إذ ليس السؤال في ذات التراث بل في نوع الاستفادة وطرق التوظيف".

آخر الأخبار