تحركات العسكر الجزائري لإجهاض التقارب المغربي الموريتاني

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

13 مارس 2020 - 06:00
الخط :

دشنت الجزائر تحركات سياسية وديبلوماسية لإجهاض بوادر التقارب بين المغرب وموريتانيا، عقب عدد من الاتصالات والزيارات التي يقوم بها مسؤولون مغاربة٠
وبعد هذه التحركات المغربية تجاه الجارة الجنوبية للمغرب لمناقشة عدد من قضايا التعاون، وأساسا الوضع المتعلق بالصحراء، زار وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم،الرئيس الموريتاني وسلم له رسالة خطية، ونقاشا قضايا منها قضية الصحراء التي تقدم الجزائر نفسها طرفا متحدثا نيابة عن الجبهة الانفصالية البوليساريو٠
ورغم أن وزير الخارجية الجزائري اكتفى بتصريح مقتضب قال فيه أنه تلقى توجيهات من قبل الرئيس الموريتاني في عدد من القضايا، واتفقا على توطين العلاقات في عدد من الميادين٠

ورجح أحمد نور الدين، الباحث المتخصص في قضية الصحراء، أن تكون زيارة بوقادوم إلى نواكشوط الهدف منها استثمار التصريحات المناوئة لوحدة المغرب في قضية الصحراء والتي أطلقها مؤخرا الرئيس الموريتاني، حينما قال أن موقف موريتانيا من قضية الصحراء واضح وهو الانحياز لخيار البوليساريو٠

واعتبر المتحدث للجريدة24 أن هذه المساعي التي تقوم بها الجزائر صب للزيت على النار، كما اعترف بذلك وزير خارجيتهم منذ بضعة ايام في ندوة صحافية مع الأمين العام للجامعة العربية وإن كانت زلة لسان٠

ولفت ذات المصدر إلى أنه بهذه الخطوة الجزائرية يؤكد أن هذه الأخيرة تواصل مخططاتها السوداء لهدم وحدة المغرب وعزله عن جواره، والدفع بالمنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، خاصة وأن هذه الزيارة تتزامن مع تصاعد محموم في منسوب التصريحات المعادية للمغرب من طرف كل أقطاب النظام الجزائري بدءا من الرئيس تبون إلى وزير خارجيته بوقادوم مرورا بمستشار الرئيس للشؤون العسكرية الجنرال عبدالعزيز مجاهد.

وتتزامن هذه الزيارة وهذه التصريحات المعادية للمغرب، مع صدور تقرير معهد ستوكهولم للسلام الذي كشف عن سباق جنوني للنظام الجزائري نحو التسلح، والذي ارتفعت وتيرته بنسبة 71 في المائة بين 2015 و2019، مما جعل من الجزائر سادس مستورد للسلاح على الصعيد العالمي.
ويصرف جنرالات الجزائر آلاف المليارات من الدولارات على شراء الأسلحة، في الوقت الذي يعاني صندوق التقاعد الجزائري من عجز وصل مع نهاية سنة 2019 إلى حوالي 7 مليارات دولار، حسب الأرقام الرسمية التي أعلن عنها المجلس الوزاري المشترك برئاسة الوزير الاول الجزائري يوم 10 مارس الجاري 2020.
وأشار أحمد نور الدين إلى أن كل هذه النفقات التي يصرفها العسكر الجزائري، تتم على حساب مصالح الشعب الجزائري ومطالبه في الحرية ”والاستقلال من حكم العسكر”، كشعار أساسي في الحراك الشعبي الذي دخل عامه الثاني دون انقطاع.
ولم يستبعد أحمد نور الدين أن يحاول في المستقبل القريب، جنرالات الجزائر، صرف وتوجيه أنظار الشعب الجزائري نحو ”العدو”الخارجي، بعدما دخل الحراك الشعبي الجزائري عامه الثاني٠

وتابع المتحدث أن جنرالات الجزائر قد يقدمون على خطوات أبعد وهي القيام بمناوشات حقيقية على الحدود كما فعلوا ذلك خلال حرب الرمال سنة1963، حيث بداوا بمهاجمة حاسي بيضة وفكيك وادعوا أن المغرب هو من بدأ بالهجوم. وكانت خطة جهنمية، يضيف أحمد نور الدين، استغلها بومدين وزير الدفاع آنذاك والرئيس الفعلي الذي انقلب على الرئيس الصوري بن بلة فيما بعد، إذ استغل تلك الأحداث ووظفها للقضاء على المعارضين في الداخل وإيقاف الحرب بين أجنحة جبهة التحرير الجزائري التي كانت على أشدها بين جناح الداخل.جناح الخارج أو جيش الحدود الذي كان يتزعمه هواري بومدين.
وشدد الخبير في قضية الصحراء أن اليوم كل المؤشرات، من التصريحات العدوانية للنظام العسكري الجزائري ضد المغرب إلى السباق المحموم نحو التسلح إلى الحرب الإعلامية في القنوات الرسمية الجزائرية إلى التحركات الدبلوماسية على أكثر من صعيد، كلها تصب في خانة توجه المنطقة إلى حرب مدمرة.
لكن المتحدث لفت إلى أن المغرب سيخلد اسمه في السجل الذهبي للتاريخ، بصبره الاستراتيجي طيلة نصف قرن امام الاستفزازات الجزائرية عسكريا ودبلوماسيا وإعلاميا، وبخوضه حربا إن فرضت عليه فستكون دفاعا عن أرضه ووحدته وسلامة أراضيهم.

آخر الأخبار