الشدائد و"أيقونة" التضامن ضد "كورونا".. هذه هي "التمغرابيت" الحقيقية

هشام رماح
عند الشدائد والمحن يظهر معدن الشعوب، والمغاربة ليسوا استثناء ضمن كوكبة المتضامنين والمتآزرين فيما بينهم لمجابهة "كورونا" المستجد، إذ جادت مؤسسات وأشخاص بما هو في مقدورهم لضخ الأموال في صندوق "مجابهة تداعيات الفيروس، الذي تشكل بدعوة ملكية سامية، وقد فاق مجموع الأموال المبثوثة فيه السقف الذي تحدد في 10 ملايير درهما.
وتقاطرت تبرعات سخية من لدن مؤسسات في الصندوق المحدث بمرسوم والذي دخل، أمس الثلاثاء، حيز التنفيذ بعد صدوره في عدد 6856 من الجريدة الرسمية، وقد ساهم الهولدينغ الملكي "المدى" بملياري درهما (200 مليار سنتيم) وهي المساهمة التي أقرها المجلس الإداري للصندوق الاستثماري بناءً على اقتراح من مساهمه الرئيسي.
كذلك، ضخت الحكومة مبلغ 3,3 مليار درهما، وهي مجموع الغرامة المفروضة على شركة اتصالات المغرب في نزاعها مع "إنوي"، ثم المجمع الشريف للفوسفاط الذي ساهم بـ3 ملايير درهم، وجمعية "جهات المغرب" التي ساهمت بـ1,5 مليار درهما، ثم هولدينغ "AKWA" لصاحبه عزيز أخنوش الذي تبرع بـ1 مليار درهما مع بنك "Bank of Africa" المملوك للملياردير وعثمان بنجلون والبنك الشعبي الذي تبرع بـ1 مليار درهما، وصندوق الحسن الثاني للتنمية الذي تبرع بدوره بـ1 مليار درهما.
ولم تتوقف لائحة المتبرعين في الصندوق الذي أصبح "أيقونة" التضامن المغربي الأصيل، إذ اختلفت المساهمات من لدن العديد من الفاعلين الاقتصاديين، مثل مجموعة أزورا ،التي تنشط في المجال الفلاحي، والتي ساهمت بـ25 مليون درهم ومجموعة "لاماليف" التي ساهمت بـ2 مليوني درهم فضلا عن مستثمرين آخرين
ولم يتوان أعضاء الحكومة ومجلسي النواب والمستشارين، عن التبرع برواتبهم لمدة شهر واحد لفائدة الصندوق التضامني، إذ فيما تجاوزت مجموع المساهمات السقف الذي تحدد في 10 ملايير درهما، فإن التوقعات لم تعد محدودة بسقف معين، فالأمر نسبي ويرتبط أساسا بروح المبادرة وسليقة التعاضد المغربية التي عادت للظهور من جديد كمعدن حقيقي للمغاربة..، و"ما زال العاطي يعطي" كما تدرج على ذلك ألسنة المغاربة.