أرباب المدارس الخاصة.. أطمع من أشعب والمغاربة لا ينسون من تخلى عنهم!

الكاتب : انس شريد

18 مارس 2020 - 08:30
الخط :

هشام رماح

اجتمعت بلاغة الجشع والانتهازية في أرباب المدارس الخصوصية الممثلين بالتمثيليات الثلاث التي راسلت سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة في ظل الأمة الخانقة التي يعرفها المغرب بفعل جائحة "كورونا"، إذ فيما يتسابق مغاربة وطنيون لضخ الأموال في الصندوق في حس تضامني اختار أرباب المدارس الخصوصية التهافت على الفتات في صندوق تقرر إحداثه من قبل الملك محمد السادس، لتأهيل القطاع الصحي ودعم القطاعات الاقتصادية الحيوية.

وفي صفاقة وتخل سافر عن روح المسؤولية والتضامن هبت كل من "رابطة التعليم الخاص بالمغرب" و"الفيدرالية المغربية للتعليم والتكوين الخاص" و"Conference des grandes Ecoles" إلى تحرير مراسلة تتقطر جشعا وهي تروم النهل من الصندوق المحدث لمواجهة تداعيات فيروس "كورونا" المستجد، وقد قدمت التمثيليات، بلا خجل، أعذارا واهية من قبيل تأثرها سلبيا بتداعيات هذا الطاريء العالمي رغم أنها استخلصت من آباء وأولياء التلاميذ مستحقات شهر مارس الجاري، بعدما سبق وحصلت منهم مستحقات قبلية بخصوص شهر يونيو المقبل.

وجاءت خرجة أرباب المدارس الخصوصية لتفضح هيامهم في الريع، فرغم استخلاصهم واجبات التأمين عن كل تلميذ بما يفوق 1000 درهما، دون إدلائهم بما يثبت تأديتهم لهذه الاشتراكات لدى مؤسسات التأمينات، ورغم أن التلاميذ قابعون في منازلهم في عزلة فرضتها الظروف الطارئة على المملكة، إلا أن أرباب المدارس الخصوصية لهم رأي آخر فيما يعتري المغاربة جراء فيروس "كورونا" المستجد.

وكانت المراسلة "الركيكة" التي حررتها التمثيليات الثلاث وأرسلتها لسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، مدعاة للسخرية من لدن المغاربة، وقد تندروا على طمع هؤلاء وسخروا بكل سوداوية من الموقف البئيس الذي حشر فيه أرباب المدارس الخصوصية أنفسهم فيه، وقد تناسوا أن خريطة المنظومات الاقتصادية ستتغير لا محالة وستعود الدولة إلى الواجهة بقوة في قطاعي الصحة والتعليم بعدما فضحت "كورونا" جشع أرباب المصحات والمدارس الخاصة على حد السواء.

وإذ أن ذاكرة المغاربة في عز الأزمات تنتحل قوتها من ذاكرة الفيل، فلن ينسى الشعب من سانده ومن قرر التغريد خارج السرب، وهو الأمر الذي بدأت تباشيره تظهر على الوطنيين ونذائره تصب على اللا وطنيين من أمثال أرباب المدارس الخصوصية الذين لم يرحموا بلادهم في شيء وهم الذين ظلوا يرتعون لسنوات وتهب عليهم رياح الريع بلا حسيب ولا رقيب.. صحيح كما قال إخوتنا المصريون "اللي اختشوا ماتوا" يا من أودعكم المغاربة أبناءهم أمانة لتعلموهم وتلقنوهم الإيثار وأنتم أطمع من أشعب.

آخر الأخبار