بعد إقرار الطوارئ بسبب كورونا... هل سيتعايش المغاربة فيما بينهم داخل أسوار المنازل؟

الكاتب : الجريدة24

20 مارس 2020 - 12:30
الخط :

فاس: رضا حمد الله

هل سيتعايش المغاربة مع الحالة الاستثنائية التي سيدخلونها بدء من السادسة مساء اليوم (الجمعة) بعد إعلان حالة الطوارئ الصحية تلافيا لمزيد انتشار فيروس كورونا المستجد؟. سؤال مؤرق للكثير من الأسر التي قد يعصف بها النكد والاحتكاك اليومي غير المألوف كثيرا في الأيام العادية.

بدء من المساء سيرتكن الجميع لمنازلهم. لا خروج ولا دخول، لأسر بعدد متفاوت من الأفراد، الله وحده الأعلم بنسبة نجاحهم في تحقيق التوازن والابتعاد عن المشاكل و"النكير" والعزف على الوتر الحساس، بينهم وربما لأتفه الأمور، فهل سيتقبل كل طرف الآخر على علة تصرفه في هذا الوضع؟.

من المعروف على الرجل المغربي، أنه ميال للاهتمام بجزئيات بسيطة قد تكون سببا في تفكيك أواصر أسرة مهما طال زمن جمع العش، في لحظة تتحول فيها "الحبة إلى قبة" وما قد يلي ذلك من تلاسن وسب وشتم وحتى العنف الذي قد يكون خارطة طريق موصل لغير المبتغى في الصبر ولم الشمل.

التعايش و"سمح فحقك" و"خلي للما فين يدوز"، شعارات مفروض أن تسود في الأيام اللاحقة للحجر والطوارئ التي فرضها هذا الفيروس الذي قلب العالم، وقد يقلب تماسك واستقرار بعص الأسر التي قد تتأثر ب"النكير" و"شد لي نطلق ليك" أمام ما يفرضه الوضع من بقاء يومي بالمنزل.

ما لا نتمناه لأي أسرة، هو تأثير الوضع على تماسكها، أو بروز مشاكل قد تؤدي إلى أبغض الحلال أو لما هو أسوء لا قدر الله، أمام النظرة السائدة عن التركيبة الاجتماعية والنفسية للإنسان المغربي الذي كلما قل تحركه إلا وزاد في "النكير" والاهتمام بالتافه من الأشياء وبطريقة ميالة إلى العنف ولو اللفظي.

في الأيام الخوالي كانت المقاهي والشارع يمتصان غضب أفراد أسر، أزواجا كانوا أو زوجات أو أطفال، أما الآن مع الطوارئ، لا شيء ينوب لامتصاص الغضب، غير الركون جانبا بين الأسوار الأربعة الحاجبة عن الغاضب هواء يتنفسه بعيدا عن كل ما قد يزيد من تأجيج الوضع وتطوره إلى ما لا تحمد عقباه.

وهذا ما قد يوصل إلى الأسوء إن لم تضبط الأعصاب وتوضع في ثلاجة التفهم بعيدا عن التعصب للرأي والميل لإقرار ذكورية زائدة على نساء قد يهن لمجرد أن ملح طعامهن مختل، أو لتركهن شيئا فوق الطاولة أو لشيء آخر أتفه، ولو كان الخطأ من الأطفال الصغار الذين قد لا ينضبطون لهذا الوضع الجديد.

 

ما لا نتمناه هو بروز مثل هذه المشاكل وسط الأسر المغربية، وما نتمناه هو استمرار التكتل والتماسك والتفهم والابتعاد عن كل ما يمكن أن ينغص على أفرادها، لقاءات يومية لم يألفوها منذ زمن، بعدما شتت البحث عن "طرف د الخبز" الجميع، وجعل الأب والأم، لا ينعمان بلقاءات متكررة مع أبنائهم.

كونوا في مستوى المرحلة التي ستمر وتسترجعون بعدها الحرية، وكونوا أكثر تفهما فيما بعضكم حتى لا يكون مصير زيجات منكم الطلاق أو التطليق أو ما هو أخطر، فكل شيء سيمر ويجب يبقى حبل الود قائما غير مبتور بينكم، و"يلا سخن راس. يبرد لاخور"... وهكذا نستطيع التغلب على كل المشاكل.

آخر الأخبار